238

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

প্রকাশক

دار عمار للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

প্রকাশনার স্থান

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

জনগুলি

أي أنّ أبا سفيان ﵁ طلب من النَّبيِّ ﷺ أن يجعل معاوية كاتبًا له، فوافق ﷺ، ولذلك فإنّ قلم معاوية الّذي سطر به القرآن للنَّبيِّ ﷺ من أشرف الأقلام، فأبو سفيان ومعاوية يعلمان شرف الكتابة، فهما يقرآن قول الله تعالى: ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)﴾ [العلق] وقوله تعالى: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١)﴾ [القلم] فانظروا ماذا سطر معاوية، وماذا سطر هؤلاء الّذين يجهلون على معاوية! ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٩)﴾ [المجادلة].طُوبَى لِيَد مُعاوية الَّتي كَتَبَتْ الوحيَ لرسولِ الله ﷺ، وطوبى لِعَيْنَيهِ اللَّتين رأَتا رسولَ الله ﷺ مُسْلمتين!
ويكفي معاوية ﵁ شرفًا أنّه قاتل مع النَّبيِّ ﷺ في غزوة حنين، وقد قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ... (٢٦)﴾ [التّوبة] ومعاوية ﵁ من المؤمنين الّذين أنزل الله سكينته عليهم مع النّبيّ الأمين ﷺ.
ويكفيه أنّه ممّن أنفق من قبل الفتح في حنين والطّائف وقاتل فيهما، فاستحقّ وعد الله الجنّة، قال تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ... (١٠)﴾ [الحديد].
ويكفيه فخرًا أنّه قاتل في عهد أبي بكر ﵁ المرتدّين، وأنَّه وَلي إمرة دمشق عن عمر بعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان، وأنّه أوّل من غزا في البحر، ففتح قبرس سنة ثمان وعشرين في خلافة عثمان ﵁ وكان يومئذ أميرًا له على الشّام، أخرج البخاري عن أنس بن مالك عن خالته أمّ حرام بنت مِلْحانَ، قالت:
" نام النَّبيُّ ﷺ يومًا قريبًا منّي، ثمّ استيقظ يتبسّم، فقلتُ: ما أضْحَككَ؟ قال: أُناسٌ من أُمّتي عُرِضُوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرّة، قالت: فادعُ الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثمّ نامَ الثّانية، فَفَعَلَ مِثْلها، فقالت مِثْلَ قوْلها، فأجَابَها مثلها، فقالت: ادْعُ الله أن يجْعَلني منهم، فقالَ: أنتِ من الأوّلين، فخرجت مع زوجها عُبادة بن الصّامت غازيًا أوّلَ ما رَكِبَ المسلمون البحْرَ مَعَ مُعاويَةَ، فلمّا انصرفوا من غزْوههِم قافلينَ،

1 / 239