212

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

প্রকাশক

دار عمار للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

প্রকাশনার স্থান

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

জনগুলি

وروى مسلم عن عامر بن سعد، قال: " كان سعد بن أبي وقّاص في إبله، فجاءه ابنه عُمَرُ فلمَّا رآه سَعْدٌ، قال: أعوذ بالله من شرّ هذا الرّاكب، فنزل، فقال له: أنَزَلْتَ في إبلك وغنمك وتركتَ النّاس يتنازعون الملك بينهم، فضرب سَعْدٌ في صَدْره، فقال: اسْكتْ سمعْتُ رسول الله يقول: " إنَّ الله يُحبُّ العبْدَ التَّقيَّ الغنيَّ الخَفيَّ " (^١).
ومنهم عبد الله بن عمرو بن العاص، فقد أخرج أحمد بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: " إنّ أبي شكاني إلى رسول الله ﷺ، فقال لي رسول الله ﷺ: أطع أباك ما دام حيًّا ولا تَعْصِه، فأنا معكم ولست أقاتل " (^٢).
وممّن اعتزل عبد الله بن عمر ﵄، أخرج البخاري عن سعيد بن جُبَيْر، قال: " خرج علينا عبد الله بن عمر فرجونا أن يُحَدِّثنا حديثًا حسنًا، قال: فبادَرَنَا إليه رجلٌ، فقال: يا أبا عبد الرّحمن، حدِّثْنا عن القتال في الفتنة، والله يقول: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ... (٣٩)﴾ [الأنفال] فقال: هلْ تدْري ما الفتنةُ - ثَكلتْكَ أمُّكَ - إنّما كان محمّد يُقاتلُ المشركين وكان الدُّخول في دينهم فتنة وليس كقتالكم على الملك " (^٣).
ولرُبَّ محتجّ يحتجُّ علينا يقول: ها هي الأحاديث صريحة في أنّهم كانوا يُقاتلون على الملك؟!
قلنا: هذا الحديث لا يراد به القتال الّذي وقع في الجمل وصفّين، فابن عمر لا يعني

(^١) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّوويّ " (م ٩/ج ١٨/ص ١٠٠) كتاب الزّهد.
(^٢) أحمد " (ج ٦/ص ١٠٧/رقم ٦٥٣٨)، وأورده الهيثمي في " مجمع الزّوائد " (ج ٧/ ص ٢٤٤) وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، وابن حجر في " المطالب العالية " (م ١٨/ص ١٧٠/رقم ٤٤١٧) وقال المحقّق: صحيح بهذا الإسناد. وقد وقفت على روايات ضعيفة تشير إلى أنّه قاتل ورواية أحمد تردّها، والله أعلم.
(^٣) البخاريّ " صحيح البخاريّ " (م ٤/ج ٨/ ص ٩٤) كتاب الفتن.

1 / 213