وقد كان هذا مما أثار تساؤل الناس مدة طويلة: هل تزوج ستالين حقا من روزا كاجانوفيتش أم أن العلاقة بينهما كانت مجرد علاقة حب وصداقة عززها ما كان ستالين يشعر به من راحة نفسية عند هذه المرأة المرحة الطروب؟
وقد أشار إلى هذه الحقيقة ولتر بيدل سميث سفير أمريكا السابق في موسكو؛ إذ قال في معرض حديثه عن مدى جهل الناس بحقيقة ستالين: «والروس أنفسهم لا يعرفون إذا كان ستالين قد تزوج مرة أخرى بعد وفاة زوجته الثانية في عام 1932 أم لا.»
20
وعلى أي حال فقد كانت روزا - أو روزالي - كاجانوفيتش وثيقة الصلة بجميع المتصلين بستالين وأفراد أسرته، حتى ابنه «فاسيلي» وابنته «سفيتلانا» التي رزق بها من زوجته الثانية، وقد تمكنت روزا من اكتساب «فاسيلي» بنوع خاص؛ إذ ساعدته على حل مشاكل شخصية كان قد سببها بإسرافه في شرب الخمر «الفودكا» وحب النساء، وإسراعه وهو يقود السيارات سرعة تزيد على الحد القانوني.
وكان أهم ما ساعد على انتشار الشائعات فيما يتعلق بحقيقة علاقة ستالين بروزا كاجانوفيتش، وهل هي علاقة زواج أم علاقة حب فقط، أنه كان لا يقيم معها؛ إذ إنه كان يفضل أثناء إقامته في موسكو أن يعيش وحده، ولذلك وضعها هي في «فيلا» كان يملكها بضواحي «أوسوفا» القريبة من موسكو، وكان يتردد عليها في تلك «الفيلا» كلما أراد، وخاصة بعد أن يشهد حفلة راقصة أو مسرحية فقد كان يحب أن يتجه إليها بعد انتهاء الرقص أو التمثيل ليقضي معها بقية السهرة ويتناول معها وجبة الليل، وهي غير وجبة العشاء التي كان يتناولها قبل الذهاب إلى المسرح.
وكانت روزا تستعد لزياراته المفاجئة فتعد له السجائر التي يدخنها، وخمر القوقاز الذي كان يفضله على غيره، فقد كان ستالين يفضل السجاير، وإن كان يدخل الغليون أحيانا أمام الجماهير.
وكان عدد كبير من الخدم والحشم يقوم على خدمة روزا في منزلها بخلاف عدد آخر من رجال البوليس السري كان يتولى حراستها، وكان عدد رجال البوليس السري يتضاعف طبعا كلما حضر ستالين لزيارتها.
وكانت روزا من الأشخاص القلائل الذين سمح لهم ستالين أن يخاطبوه باسم من أسمائه الخاصة التي كان يفضلها على غيره وهو «كوبا»، كما نال شقيق روزا وزير المواصلات نفس الامتياز، وقد كان كوبا من الأسماء المستعارة التي استعملها ستالين وهو يهرب من وجه البوليس القيصري الروسي عندما كان يمهد للثورة؛ ولذلك فإنه كان يعتز كثيرا بهذا الاسم ويحبه ولا يسمح إلا لأوثق الأخصاء اتصالا به باستعماله.
أم ستالين التي أرادت أن تجعل منه كاهنا!
زوجة ستالين الثانية وهي الوحيدة التي أحبها.
অজানা পৃষ্ঠা