وبدا على وجه ستالين عندما سمع هذا السؤال شيء من الجد، ثم فكر قليلا وقال: كلا، أنا لا أؤمن بالقدر، إن القدر مظلوم دائما، وإن هو إلا فكرة سخيفة!
وضحك على طريقته الصماء، ثم كرر كلمة «القدر» باللغة الألمانية عدة مرات: شيكسال! شيكسال!
واستطرد يقول باللغة الروسية: لقد كان القدر شيئا يتفق مع حياة الإغريق؛ إذ كانت لهم آلهتهم التي تنظم لهم أمورهم من فوق!
وقال له إميل لودفيج: ولكنك اجتزت مئات من المواقف الحرجة؛ إذ دخلت السجن، وأرسلت إلى المنفى، ونظمت الثورات، واشتركت في حروب ... فهل تعتبر من قبيل الصدفة المحضة أنك نجوت من جميع هذه المواقف الحرجة، وأن أحدا غيرك لم يخلفك على مقعدك هذا حتى الآن؟
فأجاب ستالين بصوت واضح له طابعه: كلا، إنها ليست الصدفة المحضة، ولكن هناك أسبابا داخلية وخارجية هي التي حالت دون موتي ، ومع ذلك فإن حادثا واحدا لو وقع لي لكان كفيلا بأن يجيء بغيري إلى مكاني؛ فالقدر ضد القانون، وفيه شيء من الغموض والسحر لا أؤمن به، ومن المسلم به طبعا أن هناك أسبابا ساعدتني على اجتياز المخاطر ... وهذا ما لا يمكن أن يحدث بمحض الصدفة.
ويستطرد إميل لودفيج فيقول: «وكان صدى كلمة «القدر» القوية لا يزال يدوي في أذني عندما صعدت إلى العربة التي كانت تنظرني لأغادر بها المكان، وفكرت وأنا أترك ورائي تلك القلعة التي عاش فيها القياصرة وحكموا منها
18
بلادهم في ابن الفلاح، الذي قدم من ولاية جورجيا وبات الآن يضحك ساخرا متحديا عندما يذكر أحد كلمة «القدر» أمامه!»
وفي الساحة الخارجية للكرملين وجدت صفا من المدافع القديمة التي كان ضوء الغروب الخافت قد بدأ يلقي عليها ظلالا شاحبة، ورأيت على فوهة كل مدفع منها حرف «ن» بارزا مطليا بالذهب اللامع
19 ...
অজানা পৃষ্ঠা