26
بتطهير جديد قام به خروشيشيف؛ فقد أقيل الماريشال زوكوف من وظيفته في الوقت الذي كان الناس فيه يظنون أن الجيش الأحمر قد بدأ يسيطر على الموقف في روسيا لأول مرة في التاريخ منذ بدأ حكم ستالين.
وأخذ العالم كله يسأل عن سر إقالة زوكوف، وعن سر هذه الإقالة عقب عودته توا من رحلة كان يقوم بها في يوغوسلافيا، وأخذ الناس يتكهنون ويعللون؛ فقال البعض: إن زوكوف مرشح لتولي منصب آخر كبير قد يكون منصب رئيس الدولة أو رئيس الوزراء.
وقال البعض: بل إن زوكوف خرج من منصبه نهائيا وأن مصيره هو نفس مصير مولوتوف ومالنكوف وجاكانوفيتش وشبيلوف.
والواقع أن قرار إقالة الماريشال زوكوف من منصبه قد اتخذ أثناء غيابه في زيارته ليوغوسلافيا وألبانيا، وقد لوحظ أن القرار لم يذع إلا بعد وصوله إلى موسكو.
ولوحظ أيضا أنه عندما أذاع راديو موسكو نبأ قيام زوكوف بالطائرة من ألبانيا قال المذيع: «إن المارشال زوكوف وزير الدفاع الروسي في طريق عودته إلى الاتحاد السوفييتي!»
وبعد أربع ساعات بالضبط، وبعد هبوط طائرة زوكوف في موسكو قال المذيع: «وصل المارشال زوكوف!» دون ذكر منصبه، وبعد ذلك بقليل أذيع القرار بإعفائه.
ولا شك أن البيان الذي صدر بإعفاء زوكوف دل على وجود صراع خفي في الكرملين بين الجيش والسياسيين بعد أن كان الاعتقاد السائد هو أن الحزب يعتمد اعتمادا كليا على الجيش.
والواقع أن خروشيشيف مدين بحياته السياسية للمارشال زوكوف؛ فقد كان للقائد الروسي الكبير وضباطه الفضل في إنقاذ خروشيشيف في أكثر من مناسبة؛ فليس هناك شك في أن الجيش قام بدور فعال في الأحداث التي أدت إلى اعتقال لابرنتي بيريا رئيس البوليس السري في عام 1953 وإعدامه!
ولو أن بيريا نجح في تولي السلطة بعد موت ستالين لما عاش خروشيشيف حتى اليوم!
অজানা পৃষ্ঠা