Springs of the Pulpit: A Collection of Sermons and Articles - Volume 1
ينابيع المنبر مجموعة خطب ومقالات المجموعة الأولى
জনগুলি
أَيُّهَا الأخوة: في قصة هجرة المصطفى ﷺ لماّ تم اتخاذ القرار الغاشم بقتل النبي ﷺ نزل إليه جبريل ﵇ بوحي ربه ﵎، فأخبره بمؤامرة قريش، وأن الله قد أذن له في الخروج، وحدد له وقت الهجرة قائلًا: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه.
وذهب النبي ﷺ في الهاجرة إلى أبي بكر ﵁، قالت عائشة ﵂: بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله ﷺ متقنعًا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.
قالت: فجاء رسول الله ﷺ فاستأذن، فأذن له، فدخل، فقال النبي ﷺ لأبي بكر: «أخرج من عندك». فقال أبو بكر: إنما هم أهلك، بأبي أنت يا رسول الله. قال: «فإني قد أذن لي في الخروج» فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله ﷺ: «نعم». وبعد إبرام خطة الهجرة رجع رسول الله ﷺ إلى بيته، ينتظر مجيء الليل .. وفي هذه الأثناء كانت قريش في غاية الاستعداد لتنفيذ خطتهم بقتل النبي ﷺ، ومع ذلك فقد أخزاهم الله ففشلوا فشلًا ذريعًا، إذ في تلك الساعة الحرجة قال رسول الله ﷺ لعلي بن أبي طالب ﵁: «نم على فراشي، وتسبح ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم»، وكان رسول الله ﷺ ينام في برده ذلك إذا نام ثم خرج رسول الله ﷺ، واخترق صفوفهم، وأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤوسهم، وقد آخذ الله
1 / 286