223

Springs of the Pulpit: A Collection of Sermons and Articles - Volume 1

ينابيع المنبر مجموعة خطب ومقالات المجموعة الأولى

জনগুলি

وارتهن كل واحد من الفريقين بمن فيهم، وبلغ رسول الله ﷺ أن عثمان قد قتل فدعا إلى البيعة فثار المسلمون إلى رسول الله ﷺ وهو تحت الشجرة فبايعوه على ألا يفروا فأخذ رسول الله ﷺ بيد نفسه وقال: هذه عن عثمان.
ولما تمت البيعة رجع عثمان ..
فبينما هم كذلك إذ جاء بُديل بن ورقاء الخزاعي، فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العُوذُ المطافيل وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت، قال رسول الله ﷺ: إنا لم نجيء لقتال أحد، ولكن جئنا معتمرين، وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس، وإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جمّوا، وإن هم أبوا إلا القتال فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذَّنَّ اللهُ أمره.
قال بُديل: سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشًا فقال: إني قد جئتكم من عند هذا الرجل، وقد سمعته يقول قولًا فإن شئتم عرضته عليكم، فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء، وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته، قال: سمعته يقول: كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي ﷺ، فقال عروة بن مسعود الثقفي: إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، ودعوني آته، فقالوا: ائته فأتاه فجعل يكلمه، فقال له النبي ﷺ نحوًا من قوله لبديل، فقال له عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت لو استأصلت قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى فوالله إني لأرى وجوهًا وأرى أو شابًا من الناس خليقًا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه قال:

1 / 223