261

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

জনগুলি

ب) المعنى الثاني للتأويل، وهو تفسير الكلام وهذا هو الغالب على اصطلاح المفسرين للقرآن، كما يقول الإمام ابن جرير وأمثاله من المصنفين في التفسير: واختلف أهل التأويل، أي: أهل التفسير، وعلى هذا القول يتنزل ما نقل عن ابن عباس، ومجاهد، ومحمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن إسحاق، وابن قتيبة وغيرهم من أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله المتشابه، أي: تفسيره، ويرون عطف قوله: "والراسخون في العلم" على لفظ الجلالة، في قوله – ﷻ –: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ﴾ آل عمران٧ (١) وهذا حق بهذا الاعتبار.

(١) الآية ٧ من سورة آل عمران، وفي تأويل مشكل القرآن: (٩٨-١٠٢)، ولسنا ممن يزعم: أن المتشابه في القرآن لا يعلمه الراسخون في العلم، ولم ينزل الله – جل وعلا – شيئًا من القرآن إلا لينفع به عباده، ويدل به على معنى أراده، ولو لم يكن للراسخون في العلم حظ في المتشابه إلا أن يقولوا: " آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا " ثم ذكر أن جملة "يقولون" في معنى الحال، كأنه قال: الراسخون في العلم قائلين: أمنا به ١٠هـ باختصار.

1 / 261