219

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

জনগুলি

وقد عول هذا الرجل على الكشف كثيرًا، فرد وأثبت وصحح وضعف بناءً على ذلك حسب زعمه فمن ذلك قوله في الفتوحات المكية: ورد في الحديث الصحيح كشفًا، الغير لثابت نقلًا عن رسول الله – ﷺ – عن ربه – جل وعز – أنه قال: "كنت كنزًا لا أعرف، فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فعرفتهم بي، فبي عرفوني" أ. هـ.
قال الألوسي في روح المعاني: والتصحيح الكشفي شِنشِنَة لهم أ. هـ (١) .

(١) انظر الفتوحات المكية: (٢/٣٩٩)، وروح المعاني: (٢٧/٢١-٢٢)، والشنشنة: الخلق والطبيعة كما في صحاح الجوهري: (٥/١٤٦) فصل الجيم من حرف النون، وفي المثل، شنشنة أعرفها من أخزم. انظر مجمع الأمثال: (١/٣٦١)، وذلك الحديث الذي صححه ابن عربي صاحب الفصوص لا أصل له قال شيخ الإسلام ابن تيمية – عليه رحمة الله تعالى –: هذا ليس من كلام النبي – ﷺ – ولا أعرف له إسنادًا صحيحًا ولا ضعيفًا، انظر مجموع الفتاوى: (١٨/٣٣٦،١٢٢)، وكتاب النبوات: (٨٣) موافقة العلماء له في حكمه في المقاصد الحسنة: (٣٢٧)، مختصره تمييز الطيب من الخبيث: (١٢٦)، وتذكرة الموضوعات: (١١)، وتنزيه الشريعة – الفصل الثالث: (١/١٤٨)، وتدريب الراوي: (٣٧٠)، والدرر المنتثرة: (١٩٣) وأحاديث القصاص: (٦٩) والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: (٧٨)، والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع: (١٤١)، والأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة: (٢٧٣) وفيه نقل القاري كلام السخاوي صاحب المقاصد الحسنة ثم قال: لكن معناه صحيح مستفاد من قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ الذاريات٥٦ أي ليعرفوني كما فسره ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – ١٠هـ، ونقل العَجْلُوني في كشف الخفاء: (٢/١٣٢) حاصل كلام السخاوي والقاري ثم قال: وهو واقع كلام الصوفية، واعتمدوا عليه، وبَنَوْا عليه أصولًا لهم أ. هـ.
قال مقيد هذه الصفات – غفر الله له الزلات – قول القاري: ومعناه صحيح، لا داعي لذكره، ولا معنى له، إذ المطلوب بيان مدى صحة نسبة هذا الكلام لخير الأنام – ﵊ – وإذا ثبت أنه موضوع فلا داعي للتعليق عليه. يضاف إلى هذا أن ما ذكره غير مسلم فإطلاق لفظ الكنز على الرب – حل وعلا – مما تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم بالغيب، والله أعلم، ومن العجيب حقًا تكرار الألوسي في روح المعاني: (١/٤٦، ٣/١٤٢، ١٤/٢١٦، ٢٧/٢١) الاستشهاد به وقوله: الثابت عند أهل الله، والمشهور على الألسنة المصحح من طرق الصوفية، وهكذا استشهد به الرازي في تفسيره: (٢٨/٢٣٤)، وابن الجوزي في صيد الخاطر: (٣٦٧)، وأعجب من ذلك وأغرب أن بعض الصوفية وهو بالي خليفة المتوفي: ٩٦٠هـ شرح ذلك الحديث في كتاب مستقل كما في كشف الظنون: (٢/١٠٤٠)، وتوجد منه نسخة في مكتب الأوقاف الإسلامية بحلب رقم ١٣٥، وانظر رد تصحيح الأحاديث عن طريق الكشف في فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك: (١/٥٣-٥٤)، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: (١/٧٩) وفيه: وتصحيح الأحاديث عن كريق الكشف بدعة صوفية مقيتة، وانظر تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي: (١٩٠-١٩٥) أسطورة الكشف، وتقدم: (١١١) مآخذ العقيدة.

1 / 219