خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

আবদুল রহিম আল-তাহান d. Unknown
105

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

জনগুলি

أولهما: إن العقل وإن دل على الإقرار بوجود الخالق، ووجوب تعظيمه، وشناعة الشرك، وقبح المصير إليه، فلا عقاب على ترك ذلك الواجب والتلبس بضده إلا بعد الشرع المطهر، كما دل على ذلك الآيات المتقدمات، وللإمام ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – في تحقيق هذا الموضوع كلام حسن قيم، هذه خلاصته: والحق أن وجوب التوحيد ثابت بالعقل والسمع، والقرآن على هذا يدل، فإنه يذكر الأدلة والبراهين العقلية على التوحيد، ويبين حسنه، وقبح الشرك عقلا ً وفطرة، ويأمر بالتوحيد، وينهى عن الشرك، ولهذا ضرب الله – ﷾ – الأمثال وهي الأدلة العقلية، وخاطب العباد بذلك خطاب من استقر في عقولهم وفطرهم حسن التوحيد ووجوبه وقبح الشرك وذمه، والقرآن مملوء بالبراهين العقلية الدالة على ذلك، كقوله – جل وعلا –: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ الحج ٧٣-٧٤، ولكن ههنا أمر آخر، وهو أن العقاب على ترك هذا الواجب يتأخر على حين ورود الشرع، كما دلت على ذلك الآيات الكريمات، فقوله – جل وغلا –: ﴿ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ﴾ الأنعام١٣١ يدل على أنهم ظالمون قبل إرسال الرسل الكرام – عليهم الصلاة والسلام – وأنه لا يهلكهم بهذا الظلم قبل إقامة الحجة عليهم.

1 / 105