أسفاره وكنت وما أزال في خدمة الملك منذ سنوات وأتقاضى راتبي من الديون غير أن شيئا منه لم يصل إلي السنة الماضية وقابلت الوزير هذا العام وقلت له انني صاحب عيال لم يصل إلي راتبي في العام المنصرم فادفعوه هذه السنة لاسدد ببعضه ما علي من ديون وأعيش بالباقي فقال ليس في نية الملك أن يحارب أحدا حتى تكون له في الجيش حاجة لذا ان وجودك ووجود أمثالك وعدمه في الخدمة سواء إن أردت أن تكسب عيشك فعليك بالطيانة قلت لن أشتغل بالطيانة لان لي على الدولة حقوقا أما أنت فعليك ان تتعلم كيفية تسيير شؤون الملك انني في الضرب بالسيف أمهر منك في تناول القلم وأنني أفتدي الملك بنفسي وقت النزال ولا أعصي أوامره أما أنت فتقطع أرزاقنا من الديوان ولا تنفذ أوامر الملك ولست تدري أننا نحن الاثنين خدم له أنت في وزارتك وأنا في عملي غير أن الفرق بيننا هو أنني أطيع الاوامر وأنفذها وأنت تعصاها وتنبذها ظهريا إن يكن الملك ليس في حاجة إلى أمثالي فهو لا يحتاج إلى أمثالك أيضا وان يأمر بإخراج مثلي فهو لا شك فاعل بأمثالك أيضا إن يكن لديك مرسوم ملكي بحذف اسمي من الديوان فأرنيه وإلا فادفع ما قدر الملك لي من راتب فقال اخرج فأنا الذي أحميك وأحمي الملك ولولاي لكنتم طعمة للنسور منذ زمن بعيد وفي اليوم نفسه أودعني السجن الذي مرت علي فيه أربعة شهور
لقد كانوا أكثر من سبعمائة وكان أقل من عشرين منهم سفاحين ولصوصا ومجرمين أما الباقون فأولئك هم الذين زج بهم الوزير بالسجن ظلما وعدوانا طمعا بالمال وما إن سمع الناس في المدن والنواحي بخبر منادي الملك حتى هرعت جموع المظلمين الغفيرة إلى القصر
لما رأى بهرام جور حال الناس وما ألحقه بهم الوزير من ظلم وعنت وإجحاف قال في نفسه إن فساد الرجل في المملكة أكثر مما أرى انه يفوق الوصف ان جرأته على الله تعالى وعلى عباده وعلي بلغت حدا أكبر مما كنت أظن يجب التأمل في المسالة بعمق أكثر ثم أمر بالذهاب إلى سراي راست روشن وإحضار جميع دفاتره وإغلاق أبواب السراي جميعها وشمعها وذهب رجال الملك المعتمدون فنفذوا الأمر واحضروا الدفاتر وفي حين كانوا ينظرون فيها وجدوا أحدها يغص برسائل بعث بها أحد الملوك إلى
পৃষ্ঠা ৬৩