موقف الرؤساء من النصح
فالرفيق المتثبت لأحوز عَلَيْهِ فضل مَا يسديه نصحك وَإِن هُوَ ارتاع ووجم وَحمى أَنفه وثنى عطفه فِي أول مَا يرد عَلَيْهِ مِنْك فَإِذا تثبت وفكر وَقدر عرف الْخَيْر الَّذِي قصدته وَالصَّلَاح الَّذِي أممته فَرجع إِلَيْك أحسن الرُّجُوع
وَأما الأخرق المتهور فَأَنت غر آمن من خرقه فِي أَي حَال شايعته أَو خالفته وَلَيْسَ من الرَّأْي لَك أَن تصْحَب من هَذِه صفته فتحتاج إِلَى هدايته
لكَي تَأتي الشورة ثمارها
وَاعْلَم أَنه لَيْسَ لَك وَإِن كَانَ طَرِيق إرشاد الْعَاقِل عَن رعنة أَن تركبه هائما وتسلكه خابطا وَلَكِن يَنْبَغِي لَك أَن تمس الْعَاقِل بالمشورة عَلَيْهِ مسك الشَّوْكَة الشائكة بجسدك والقرحة الدامية من بدنك على الين مَا تمس وأرفق القَوْل وأخفض الصَّوْت وَفِي أخلى المواطن واستر الْأَحْوَال والتعريض فِيهَا أبلغ من التَّصْرِيح وَضرب الْأَمْثَال أحسن من التكشيف فَإِن رَأَيْت صَاحبك يشرئب لِقَوْلِك إِذا بدر مِنْك ويهش لَهُ ويصغى إِلَيْهِ فأسبغ القَوْل فِي غير إفراط وَلَا إسهاب وَلَا إملال وَلَا تزد على الْوَجْه الْوَاحِد من الرَّأْي ودعه يختمر فِي قلبه ويتردد فِي جوانحه فَيعلم بتخلي مغبته
وَإِن رَأَيْت صَاحبك لَا يكترث لكلامك إِذا ورد عَلَيْهِ فاقطعه وَأحل مَعْنَاهُ إِلَى غير مَا أردته وأخره إِلَى وَقت نشاطه وفراغ باله
1 / 91