আরবি জনগণের বীরত্বগাথা ও মহাকাব্য
السير والملاحم الشعبية العربية
জনগুলি
فالثنائية - التي موجزها هنا الصراع الضاري بين الأخيار والأشرار - تبدو متمثلة من ألف سيرة حمزة البهلوان حتى يائها؛ متجسدة في صراعي الوزيرين بزرجمهر حليف العرب المعادي لقومه الفرس المجوس عبدة النار ومحارقها، وبختك الشرير الذي قادته أحقاده إلى حد التآمر لاختطاف ابني كسرى، الشرير بدوره، «خرسف» والخير «فرمزتاج» لولدي حمزة العرب، رستم فرتم، وأخيه عمر اليوناني.
وفي كل محاولة يحيطها من منبتها الذكاء المتوقد لعمر العيار، إلى أن انتهت هذه المحاولات بقتل خرسف، وأحزان كسرى وتمزيقه لثيابه عليه؛ حيث كان يبكيه ليلا حين يستقدمون له رأسه على طبق من ذهب.
ولا تغفل السيرة عن رصد البطل القادم رستم ومغامراته في ربوع خوارزم وتعشقه في النساء باهرات الجمال إلى أن تمكنت إحدى الأميرات المقاتلات، التي يذكرنا ملمحها بشجاعة وفروسية النساء الأمازونيات الليبيات، وتدعى «حسانة»، وجيشها من النساء المحاربات؛ تمكنت من أسره إلى أن ينقذه العيار وأتباعه من العيارين بألاعيبهم.
وكما ذكرنا فقد اتخذت هذه الجيوش المتحالفة بقيادة الأمير حمزة، من حلب الشهباء نقطة انطلاق وتجمع باتجاه مداخل شط العرب للهجوم على إيران، ومحاصرة عاصمتها «المدائن»، ويتم ذلك بالفعل عقب سلسلة من الحروب المتقهقرة، في مواجهة، التحالف الفارسي بقيادة كسرى، ومجموعته من القادة، أهمهم «رعد المنقش» الذي كان يعود منتصرا عقب كل حرب كشقائق النعمان مما سيسيل على جسده من أنهار الدم العربي المراق.
مأساة حمزة العرب بانتحار مهردكار
ويؤرخ الجزء الرابع والأخير لهذه السيرة، التي - كما ذكرنا - تجيء كنتاج طبيعي لكل الأحداث التاريخية والوقائعية للفرس المجوس الآريين، ومتاخميهم العرب الساميين، بالإضافة - طبعا - إلى التزاوج الفكري الأقرب إلى التوحد الذي قاسمه ومحصلته هنا هو: التراث، من تقليدي كلاسيكي وشعبي فولكلوري.
ولنا - هنا - أن نتصور أن الطبعة الأخيرة من قاموس لاروس للأساطير التي قدم لها الشاعر عالم الأساطير روبرت جريفز، فإنه يورد التراث الإسلامي في أعقاب إن لم يكن في ذيل التراث الفارسي الأسطوري، وليس هنا مجال الرد على مثل هذا الادعاء والتهوين، بيد أن هدفنا هو تأكيد مدى التقارب التراثي والمزاوجة، بين العرب والعجم وهو ما تنبض به هذه السيرة، التي لا تبعد بنا كثيرا عن نمطية التراث الآسيوي بعامة، وميزبوتامي أو غرب آسيا أو آسيا الصغرى بخاصة.
أما المجلد الرابع لسيرة الأمير حمزة البهلوان يقتصر على التاريخ والسرد لأبناء حمزة وأحفاده، بديع الزمان ومخاطراته الجغرافية في الأقاليم أو بلاد الظلمات الست، منتقلا منها إلى المغامرة في عوالم المردة والجان، لحين تجدد الاشتباكات بحروب العرب مع أقوام آسيويين يعرفون بالخوند وسلطانهم الملقب ب «بهرزاد» الذي لجأ إليه كسرى أو القيصر الجديد ووزيره المتسلط بختيار المعادي للعرب.
كذلك تتعقب السيرة النمو المدهش وصبوة وفروسية الأمير قاسم، ابن رستم، مشيرة إلى العداء الضاري بين بديع الزمان وقاسم، الذي انتهى بهما إلى تحالف بديع الزمان مع ملوك الظلمات الستة لمحاربة عمه حمزة، ثم فاجعة موت رستم واغتياله في محاربته لطهماز والخوند.
ولا تغفل السيرة مواصلة النمو والتصاعد بتلك الأحزان الدفينة والمخاوف التي حلت بحمزة العرب، عقب طرده واستعدائه على زوجته مهردكار التي حارب من أجلها لحين انتحارها على عتبات عرش أبيها الإمبراطور كسرى.
অজানা পৃষ্ঠা