আরবি জনগণের বীরত্বগাথা ও মহাকাব্য
السير والملاحم الشعبية العربية
জনগুলি
وكان للنبلاء ورؤساء العشائر - خاصة في أفريقيا، وبشكل خاص في السودان - مغنوهم الملحميين.
وأقدم بذور الأغاني البطولية الملحمية عرفت منذ 1100ق.م ووصلت إلى أقصى ذيوعها فيما بين 900 و750ق.م، بعد هوميروس.
أما أقدم أشكال الملاحم - الشعرية - التي عرفها العالم القديم قاطبة؛ فقد ولدت في الشرق الأدنى القديم أو عالمنا العربي، تغنى بها السومريون القدماء بالعراق وترجع إلى 3 آلاف عام ق.م؛ حيث كانوا ينشدونها خلال حروبهم الطويلة في آسيا الصغرى، التي قادها ملوكهم الأوائل أنمركار، ولو جلابا مذا، ثم البطل الأسطوري جلجاميش، وعثر على خمسة قصائد ملحمية لجلجاميش من هذا النوع، منها تشكل فيما بعد جسد ملحمته الشهيرة التي انحدرت بدورها إلى البابليين الذين أضافوا إليها وأعادوا بناءها إلى أن اكتملت كأقدم ملحمة عرفها العالم القديم قاطبة، وظلت معروفة متواترة على طول التاريخ العربي الكلاسي، إلا أنهم تعارفوا عليها باسم قلقاميش.
كذلك ابتدع البابليون القدماء ملحمة أخرى منذ مطلع الألف الثانية ق.م، يقوم موضوعها على الموتيفات والسمات الأسطورية، بأكثر من البطولية، فهي ترسي قصة الخلق - للعالم والإنسان - حتى مجيء الإله ميردوك، كبير الآلهة البابلية، فهي تصوير لمخاطر البطل الأسطوري أو الإنسان الأول، وموضوعها بعامة لا يبعد بنا أيضا عن جلجاميش ومخاطره وبحثه الدائم عن الخلود والأمن.
كذلك عثر على العديد من الأغاني البطولية الملحمية ضمن مكتشفات رأس الشمرا ترجع إلى القرن 14ق.م بسوريا الشمالية، ودونت بالأبجدية الفينيقية، تتحدث إحدى هذه القصائد الملحمية عن حياة وبطولات الإله بعل، وقصيدة ملحمية أخرى تدور حول بطل يدعى أكحل آلهات، كما عثر على قصيدة ملحمي يدور موضوعه حول إشراك الإلهة الأنثى عناث في اغتيال أخيها بعل، وإعادته ثانية للحياة على غرار الأساطير التموزية والأدونيسية لأدونيس إله فينيقيا الممزق.
كما عثر على ملحمة أوغارتية سورية تشير إلى الأصول الأولى للحروب الطروادية، تعرف بملحمة «كريت»، وكذا الملحمة الهندية - الفارسية - الرميانا، ثم الملحمة الهندية الآرية الكبرى، المهابهاراتا.
وإذا كنا انتهينا من تعريف كلتي السيرة والملحمة وكيف أن الفارق بينهما لا يعدو أن يجيء لغويا متصلا بالصياغة المتداخلة ما بين النثر والشعر، بالإضافة - طبعا - إلى بضعة فوارق طفيفة، ما بين الاهتمام بالأنساب والبنية القرابية، في حالة السيرة، والرعاية القصوى للحرب وشعر البطولة في الملحمة.
ويحق لنا تعريف شكل أدبي فولكلوري ثالث، وهو البالادا، أو قصة الحب والعشق الشعرية الملحمية، وأبرز أنماطها في بلداننا العربية: حسن ونعيمة، عزيزة ويونس، يوسف وزليخة، شفيقة ومتولي، سارة وهاجر، عالية وأبو زيد الهلالي، وهكذا.
فالبالادا تسمية أطلقت على هذا النوع من الأغاني الفلكلورية الملحمية التي كانت في مثناها أغاني تؤدى بمصاحبة الموسيقى والرقص مثل البالاتا الإيطالية، فهي قصة شعرية أو أغنية ملحمية، بأكثر منها ملحمة، أقرب إلى الابتهالات البكائية والجنائزية، مثلها مثل أغاني الشهنامات الفارسية الإيرانية، وقصائد «السيد» الفرنسية، وبالاد نبلونجز الألمانية الإسكندنافية، والبليانات السوفيتية والأغاني القصصية التي سبقت اكتمال ملحمة «كاليغالا» الفنلندية، وكذا أغاني رولان، وبيولف، ثم بالاد سفند دايرنغ الدانماركية، التي تقارب قصتنا الملحمية سارة وهاجر، وإن كان في كلتيهما يشيع الحس النسائي، الذي هو الملمح الأكثر أصالة للجسد الفولكلوري العالمي بأكمله، من حيث الاحتفاء بمأثورات مثلث العائلة الخالد، الزوج والزوجة والابن، وصراع الضرتين، وطقوس الزواج والميلاد، واضطهادات زوجة الأب، التي تدفع بالأم إلى الخروج من قبرها، لتنقذ طفلها - القدري - المضطهد من براثن زوج أبيه.
ويرجع ظهور هذا الشكل الأدبي الفولكلوري في التراث العالمي بعامة، فيما بعد القرن الخامس عشر، وقد لعبت حركات الإصلاح الديني في الغرب دورا دافعا في تنشيطه والاستفادة من رواته ومنشديه المحترفين مثل النسوة الندابات، منشدات البلينا السوفيتية، برغم أن بعض الكنائس في العصور الوسطى حاولت تحريم إنشاده ، واضطهاد رواته وحفظته ومنشديه.
অজানা পৃষ্ঠা