আরবি জনগণের বীরত্বগাথা ও মহাকাব্য
السير والملاحم الشعبية العربية
জনগুলি
فرغم أن مختلف المجتمعات قد عاشت وواصلت استمرارها ونموها في ظل مختلف البيئات التاريخية، ومرت بمختلف التحولات إلا أنها لم تتخل كلية عن خصائصها الأولى، ولنقل طواطمها وتابواتها، وكما أجمع علماء العصر الفيكتوري منذ ماكلينان، وروبرت سميث، وفريزر، أنها؛ أي الطوطمية، ما تزال تحيا وترتع كرموز ذهنية بدائية تحت مختلف الأشكال المتكاثرة لحياتنا الحديثة، فأنت تجدها اليوم في أعلام وشارات الدول الحديثة يستشهد في سبيلها، كما تجدها تطل برأسها في شارات المحافظات والمطبوعات، والأضرحة، والملابس والماركات والمطبخ الحديث ... إلخ.
وحققت المناهج البنائية بدراستها للطوطمية نتائج رياضية ملفتة، وبالتحديد ما توصل إليه العالم البنائي الفرنسي كلود ليفي شتراوس، الذي انصبت دراسته على علاقة الطوطمية بالظواهر، أو علم الظواهر، ففي رأيه أن الطوطمية كظاهرة حضارية تجيء كاستجابة أو حتمية لظروف ومكونات طبيعية وبيئية، وأن هناك علاقة شعائرية أو دينية بين الإنسان وطوطمه، وكثيرا ما تتمثل في الأشياء والمناهج المقدسة، ولها سلطاتها الملزمة، وأن نظم الزواج في المجتمع الطوطمي لا تخضع لإرادة الأفراد بقدر خضوعها للقرابة الطوطمية، وانتساباتها وولاءاتها القبيلية، بل وحروبها الضارية.
فحتى وقت قريب؛ عام 1920 رصد «فان جنيب» 41 نمطا مختلفا للطوطمية في أستراليا وحدها، وأثبت أن الكثير منها ما يزال ساريا، برغم أن جذورها الضاربة ترجع إلى الألف الثامن قبل الميلاد، فالطوطم ما هي إلا أرواح تحيا في الخفاء، محافظة على توارث أسماء القبائل الأمومية والأبوية، كما أثبت «جنيب» أن الطوطمية ما تزال تتحكم متسلطة على نظم الزواج والطلاق والميراث والقرابة، عند عديد من شعوب العالم خارج الغرب.
وفي طرح التساؤل عن علاقة الطوطمية بالحيوانية والنباتية، يشير شتراوس بأن الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستلزم المكان - أو الوطن - في المفهوم البدائي.
فشتراوس يسألنا منذ راد كليف براون، ويقدم تفسيراته المخالفة لتثقيفية فريزر، وانبمزم تيلور، والبحث عن الأصول عند ماكلينان، وروبرت سميث، وأخيرا توظيفية مالينوفسكي، فجميع هؤلاء قدموا تفسيراتهم عن البدائيين، لكن شتراوس ربط الطوطمية بالتخلف، حتى داخل مجتمعات ما فوق التصنيع. •••
وإذا ما انتهينا من هذه العجالة حول الطوطمية، فإننا ننتقل إلى بعض الأمثلة العينية:
ففي السيرة الملحمية «الزير سالم» نجد الخصائص الطوطمية الواضحة القسمات، والتي تحكمت بدورها بالبنية القرابية، من قبائلية وعشائرية ومبادلاتها للزواج والانتساب والتسمية، وجميعها هنا تخضع للتحكم الطوطمي، من حيوان لطير لنبات لزواحف، من جمال ونوق وحمير وكلاب وسباع وضباع ويمام وحمام وبوم، وهكذا.
فمن ذلك تسمية أبطالها كليب وكلبة أو جروة، وابنه - بالفعل - الملقب بجرو أو الجرو، وتلقيبه بأبي اليمامة، ويمامة أو حمامة، التي كانت سببا في اشتعال حرب البسوس المسماة سراب الملك كليب المنيع في العالية أو عالية، وكسرت له بيضة لحمامة أو يمامة أو قبرة
5 - أم قويق - كان قد أجارها في حماه.
وعلى عادة مصاحبة معظم الطواطم للحكايات والمأثورات - الشارحة - تذكر المصادر الأدبية العربية - بخاصة - لكليب أنه كان يطوف حماه المنيع ذاك، فشاهد قنبرة على بيض لها، وعندما رأته طارت، فابتعد عنها، إلى أن عاودت الرقاد على بيضها، فأنشد لها مؤنسا هذه الأبيات، التي تواترت من شاعر جاهلي لآخر، ومنهم طرفة بن العبد:
অজানা পৃষ্ঠা