আরবি জনগণের বীরত্বগাথা ও মহাকাব্য
السير والملاحم الشعبية العربية
জনগুলি
10
ولا تغفل السيرة أدق تفاصيل المعارك العربية بقيادة ذات الهمة ضد الروم البيزنطيين على النحو التالي:
قال الراوي: «هذا وإن بني كليب حملت على الروم؛ من شوقهم إلى الجهاد، وأجادوا الطعن بالسيوف الحداد، وقد صدموا الروم بالخيل الجياد، فتلقتهم البطارقة كالرعد القاصف، وحملت الملعونة باغة وهي صائحة زاعقة فالتقاها عطاف بن الحارث، فتجاولا وتصادما ولم تكن إلا ساعة من النهار حتى حملت عليه الملعونة باغة وضربته بالسيف على هامته نزل السيف إلى نصف قامته فوقع إلى الأرض قتيلا.»
فالملفت أن السيرة عبر سردها لأحداث القتال المحتدم على الجبهة الخارجية؛ تعود من فورها غائصة وكاشفة عن أبعاد الصراعات الداخلية من قبائلية وسياسية، انتهت في تلك الحقبة باعتلاء الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد للخلافة الإسلامية.
ويبدو أن ذات الهمة وقبيلتها استبشروا بالخليفة الجديد، هارون الرشيد أو هارون العلوي، الذي حارب طويلا تحت رايات ذات الهمة - كما هو ثابت تاريخيا - وذلك فيما قبل عام 872 ميلادية، حين قاد جيشا لأبيه الخليفة المهدي عبر آسيا الصغرى إلى أن وصل تخوم البسفور، وشارك في الكثير من الفتوحات التي شملت بحر إيجة حتى تخوم القسطنطينية - ذاتها - وأسوارها.
إلا أن السيرة لا تغفل عبر سردها غير المنحاز إلى حد كبير ضد الوزراء العباسيين الرجعيين والخونة إلى حد مكاتبة أولئك الوزراء للإمبراطور الروماني، وإن بالغت السيرة كثيرا في أنهم كانوا مرتدين أو مسيحيين، من ذلك كبير القضاة العباسيين واسمه «عقبة» وأولاده الكثيرين، والذي تصفه بأنه كان من «عبدة الصليب والأوثان»؛ ونظرا لأنه كان مقربا من الخليفة الراحل المهدي؛ فإنه كان يمتلك كنيسة ويعلق الصلبان من طوف أولاده الكثيرين، ويبدو أن عقبة ذلك كان على دراية عالية بعلوم عصره؛ ذلك أنه راسل الإمبراطور الروماني ذاكرا «إنني رجل حفظت الأخبار وعرفت الأنشاد وقرأت الكتب اليونانية والصحف العبرانية.»
وسيلعب
11
هذا الوزير دورا سالبا في تقسيم وإضعاف الخلافة، بل ويصل به تجسسه إلى حد جذب الجيوش الرومية إلى عمورية بالأردن وفلسطين وتخوم الموصل بل بغداد ذاتها.
ونفس الدور السالب ذاته تعرضت له السيرة فيما يختص بالوزير الأول المقرب «الفضل بن الربيع» الذي كان له اليد الطولى لدى الرشيد داخل البلاط العباسي.
অজানা পৃষ্ঠা