فيقولون لأبان كيف حالك يا مسكين فيجيب إن عاش أبان جعل للدنيا جزاها إن شاء الله ثم يدخلون إلى اخيه أبي عبد الله فيحدثونه بل يقولون ذلك لأبان عند خروجهم والله اعلم فقام من مرضه ذلك فاجتهد في طلب العلم فتعلم عند أبي خليل الدرشلي وكان يعمل شغله إلى آخر النهار ثم ينزل إلى درشل فيجتهد ليلته ثم اذا حضر مجلس الصبح طلع إلى ويغوا وحفظ مرة سبعين مسئلة فطلع فنسى اربعا فرجع فلما رآه أبو خليل قال نسيت كذا وكذا فعدهن فقال من اخبرك قال يعرف الراعي النفورة من غنمه وقال له أبو خليل افت للناس بالرخص لكل زمان نذير وانت نذير زمانك وقعد أبان والمشايخ في خباء مرض فيه العبيد الجدري ونزل المطر فأول قطرة وقعت من الخباء على عمامة أبان ولم يشتغل بذلك وسئل عن من حلف لامراته بطلاقها لازوج ابنته لمن احبها ولا كرها فقال زوجها ممن لاتعرف وله مسائل في الفقه كثيرة واختلف هو والمشايخ في ولاية الخاص في زمان الإمام فقال بوجوبها وأبوا فدخل داره واتى بسلاحه فنظر إلى العباس فقال لم تنظر إلي قال افانت شعاع الشمس حتى لا انظر اليك وقيل قال ذلك لابى عبيدة وهو الصحيح فقال له العباس عمن اخذتها قال عمن اوجب علينا امارتك يعنى الإمام فرجعوا إلى قوله ومر على العباس وابن يزيد قاعدين يتحدثان حتى كادت عمامة العباس تصل عمامة ابن يزيد فانتهره فلما تولى بعد العباس قعد في ذلك الموضع مع ابن يزيد يتحدثان حتى كادت عمامته تمسح عمامة ابن يزيد فتذكر كلامه للعباس فقال رحم الله العباس ولما ولوه بعد العباس دعا
পৃষ্ঠা ২১৬