بينهم فلم يتجه لهم فقام منهم رجل فقال أجعلوني في تأبوت وأجعلوا قفله من داخله فالتمسوا وصولي إلى بيته فعمدوا إلى تأبوت فجعلوه فيه فأظهروا أنهم يتخاصمون على ما فيه وان كل واحد لا تطمئن نفسه بتركه عند خصيمه ورغبوا إلى الإمام أن يكون عنده إلى أن يتفقوا فأجابهم فلما حملوه أستراب ثقله وكون قفله من داخل وأتفقوا مع صاحبهم اذا قتل الإمام أذن لصلاة الصبح فيضعون السلاح في أهل المدينة وتهيؤا لذلك واستبشروا بنيل المطلوب فلما جاء الليل وقضا الإمام ورده من الصلاة وغيرها من نظر الكتب وكان من عادته اذا فرغ من الصلاة أخذ كتابا ينظر فيه ثم عمد الإمام تلك الليلة إلى زق منفوخ فالقاه على فراشه والقى عليه رداء ابيض وأخفى السراج وتنحى ناحية لما وقع في نفسه من الريبة فلما سجى البيت وهدى وسكنت حركة الإمام ظن انه نام فتح التأبوت وخرج فتأمل البيت فظن أن الزق هو الإمام فضربه بالسيف وظن بالفوز والظفر بالبغية فأخرج الإمام السراج وسقط في يده فقتله الإمام وكان شجاعا بطلا فرده في تأبوته فتسمعوا للاذان عند الصبح فلما لم يسمعوا علموا إن صاحبهم لم يفعل شيئا فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن الإمام وصاحبهم وهل سمع اذانا أو شيئا فأجتمعوا إلى الإمام وقالوا اتفقنا ونريد تأبوتنا قال اذهبوا إلى موضعه الذي تركتموه
পৃষ্ঠা ১৪৯