============================================================
الص ه الوست فيتخذ الناس في تلك المناطق أماكن لحفظها، كالأهراء والخوابي، وأماكن تصلح لخزها كما أن أفضل الرسالات كانت من الصحراء المحرقة، ومن بين الأراضي الجردا مكة المكرمة، فكيف غفل ابن خلدون عن ذلك ونفاه؟!.
ولكن لا ينفي أن يكون للبيئة أثر في مزاج الإنسان ولون بشرته وخلقته.
و نحن إذا تحولنا إلى صلب موضوعنا نحد أن بيئة الوسياني علمت الناس التحدي لا ال الكسل، فغرسوا النخيل، وشقوا الترع، وبنوا دورهم باللبن، حيث كادت تنعدم الصخور الصلبة، وتاجروا إلى أماكن قصية يصعب على الإنسان حتى الآن اقتحامها بأحسن وسائل النقل البرية، فوصلوا في ذلك الحين وقبله إلى السودان الغربي، رغم خطورة الطريق، وصعوبة المسالك و كيف أن الوسياني نفسه كان من المتنقلين لطلب العلم بين الجريد وأريغ ثأنيا - بيية الهلتياني اللبيحية: عاش الوسياني بين الجريد وأريغ ووارجلان.
ل فالمنطقة كلها صحراوية قارية، بعضها الآن في القطر التونسي، والآخر في القطر الجزائري، فمناخها حار صيفا، بارد شتاء، والأمطار فيها قليلة فلولا المياه الجوفية الي تستغل حاليا بحفر الآبار العميقة، والينابيع الفوارة، لما قامت في المنطقة زراعة واسعة، ولما غرست فيها أشجار مثمرة كثيرة ولا نخيل و لا شك أن الأمر يختلف ما بين عصر الوسياني (ق6ه-/12م) المتزامن مع وجود مدينة سدراتة(1) - قرب وارجلان - وعهدنا الحالي (ق15ه/21م)، فإن الأمر يختلف (1) سدراتة: مدينة أثرية جميلة خربها الميورقي سنة 626ه/1229م، وطمرها الرمال. تبعد عن وارجلان ب14 كلم .
ازدهرت فيها الحركة العلمية والعمارة الإسلامية الرائعة، اهتمت ها كثير من البعثات التتقيبية، منها بعثة هارولد طاري (/2802 1182010). وما إن وطئت أقدام الاستعمار حتى جندت لها 12 سيارة في ذلك الوقت لحفر بئر الصفا. ينظر: جريدة المبشر، مقال تحت عنوان : 1سدراتة يومي الجنوب، الصادرة يوم 1881/1/29م.
পৃষ্ঠা ৪৪