كنت أتجول في حديقة القصر وحدي بعد الظهيرة؛ فرارا من عيون الناس وثرثرة الرهبان ومحاولات النساء والأطفال أن يتبركوا بي، أقول هذا وإن كنت أجد نفسي مضطرا لوضع الأمور في مكانها الصحيح، وأن أعترف لكم بأن اهتمام الناس والرهبان ... إلخ بي كان أقل بكثير من اهتمامهم بالقائدين العظيمين ميشلينا ومرنوش، بل أرجوكم ألا تظنوا بي المغالاة إن قلت لكم إنهم أهملوني، ولولا المصادفة التي جعلتني أرافقهما في الكهف ثلاثمائة عام لنسوني كل النسيان. المهم أنني كنت أتجول ساعة الغروب في حديقة القصر حين رأيت مرنوش (وقد سمح لي ذلك الاكتشاف الذي حدثوني عنه، وأعني به أننا نمنا معا ثلاثة قرون في كهف واحد، أن أرفع الكلفة بيني وبينه، وأن أناديه باسمه مجردا من الألقاب الجديرة به) يدخل من باب القصر مفزوعا شاحب الوجه زائغ العينين. لم أكد أسأله عما يشغله حتى وجدته يجري نحوي، ويعانقني، ويلقي برأسه على كتفي، وينهنه قائلا: ماتوا يا يمليخا، كلهم ماتوا. سألته محاولا أن أعيده إلى العقل: من هم يا مرنوش؟ قال ونشيجه يزداد وصدره يرتفع وينخفض فوق صدري: ابني الوحيد يا يمليخا، ابني الوحيد وزوجتي. كل ما كان لي في هذا العالم انتهى. قلت في برود لا شك أنه كان قاسيا وإن كنت قد تعمدته لأوقظه مرة واحدة: وهل كنت تنتظر أن يظلوا أحياء بعد ثلاثمائة سنة يا مرنوش؟ فرفع وجهه إلي، ورأيت عينيه الباكيتين المحمرتين بلون الدم وصرخ: يا لها من كلمة يا يمليخا! أنت أيضا تقولها مثلهم! أيها الراعي الصالح، لم يبق لي شيء في هذا العالم. ابني الوحيد مات، زوجتي ماتت. قلت في صوت تعمدت أن يكون غليظا وقاطعا: بالطبع يا مرنوش. لم يبق لنا شيء في هذا العالم. أنا نفسي كنت أعرف هذا قبل أن يقولوه لنا. رفع رأسه من على كتفي ووقف أمامي مذعورا وهو يهتف: كنت تعرفه؟ كنت تعرف أن ابني الوحيد مات ولم تقل لي. تركتني أتعرض لسخرية الناس في الشوارع. يا لك من فظ متحجر! قلت في استخفاف: لا تنس أيها القديس أنك تخاطب قديسا مثلك! فعاد يصرخ: لم يبق لي شيء في هذا العالم. ابني الوحيد مات. أين ميشلينا؟ وجرى يقفز سلالم القصر وأنا في أثره. ودخلنا ردهة بعد ردهة والحراس ينحنون كلما مررنا بهم، وإن لم يخفوا دهشتهم من أن يجري أمثالنا من القديسين على هذا النحو. وحين وصلنا إلى بهو الأعمدة، والوقت ليل والمكان مضيء وجدناهما. وجدنا ميشلينا الذي حلق شعره وذقنه واستحم، ولبس ملابس جديدة، وبدا بثيابه الزاهية وجسده الممتلئ كأنه عريس في ليلة الزفاف، وهي أمامه، هي بعينها الأميرة التي كنت قد رأيتها جالسة في عربتها التي تجرها الجياد ويسير حولها العبيد والحراس، هي بعينيها اللتين نظرت بهما إلي ففرحت وشعرت بذلك الشيء الذي لمع كالبرق في قلبي لحظة واحدة، هي التي صفعني الحارس الغليظ (أين هو الآن؟) على قفاي بسببها فضحكت. يا لها من ضحكة فاتنة لم تزل ترن في أذني وتنسيني اللطمة الخشنة. كان ميشلينا هو الآخر يصرخ ويناجي ويبوح ويكتم ويشرح ويثور ويتذكر ويذكر ويضحك ويبكي في نفس واحد. لم أكن في حاجة لأن أعرف أنه هو أيضا قد أحبها - أو بالأحرى أحب جدة جدتها التي تشبهها كما تعلمون - وأحبته، ووعدها ووعدته، وأخلص لها وأخصلت له. لم أكن كذلك في حاجة لأن أعرف أن قلبي (لم أصر على أن يثبت وجوده في تلك اللحظة؟) قد انتفض في صدري تماما كما انتفض في ذلك اليوم الذي حكيت لكم عنه. هب مذعورا من رقدة ثلاثمائة عام، ثار وصرخ وأعلن سخطه، لا لأنه اكتشف أن ميشلينا كان يحبها؛ فقد كان يعرف أنه بفخامته وجماله ومنصبه أولى بها منه، ولا يأس لأنه فشل في الوصول إليها وامتلاك حبها؛ فلم يكن قد تعب شيئا في سبيل ذلك الحب، ولا فكر في أن يبذل أية شيء في سبيله، وإنما كان شيئا كخيبة الأم؛ نوعا غريبا منها لا يدري كيف يصفه أو يفسره. عند ذلك صرخ، لنكن أكثر قربا من الواقع فنقول صرخت: أنا يمليخا، الراعي المسكين الذي يسمونه الآن بالقديس ويضايقونه بالتبركات، الذي لم تفارق الابتسامة شفتيه. لم يكن لي الحق بالطبع في أن أنبهه إلى أنني أحببتها قبله، أو حتى معه في وقت واحد، ولم يكن من المعقول أيضا أن تتذكر هي شيئا من ذلك الحب، وهل يتذكر الإنسان نظرة عابرة لمست عينه في لحظة عابرة؟ ثم إنها لم تكن هي نفسها الأميرة الجميلة التي نظرت إلي في ذلك اليوم من أيام عمري البعيد منذ مئات السنين، بل حفيدة حفيدتها، وإن لم يخف علي بالطبع أنها كانت صورة حقيقية منها، لها نفس عينيها ووجهها وشعرها الفاحم الطويل وقامتها الشامخة النبيلة. أقول إنني كنت أعرف هذا كله ومع ذلك بكيت. هل أقول: بكيت. لا، بل صرخت، نشجت، نبحت وأعولت وعويت، وأخرجت من صدري كل عذاب الخليقة وهي تذبح، وتقتل، وتسلخ، وتجلد، وتداس بالأقدام. ليس مهما بعد ذلك ماذا قلت. ربما قلت إن هذا العالم ليس عالمنا، ربما قلت إنه ينكرنا، كل شيء فيه ينكرنا. ربما قلت أيضا إننا لا بد أن نعود إلى الكهف - مع أنني كنت أعلم أننا لا بد عائدون؛ لأن انهيار قواي والرائحة العفنة التي كنت أشمها وهي تتصاعد من جسدي لم تكن تخفي عني أننا أشباح مكفنون، قمنا من قبورنا لنمثل دورا غبيا نعود بعده إلى توابيتنا من جديد - وأن الكهف هو مكاننا الوحيد، هو مأوانا وواحتنا وعزاؤنا الأخير . لا أدري إن كنت قد قلت هذا كله أو لا. المهم يا صاحبي أنني بكيت، وأعولت، ونبحت، وعويت، كما لم يبك أو يعول أو يعوي وحش يحس ملمس السكين الناصعة تشق لحمه وقلبه وهو مفتوح العينين.
ماذا أقول؟ ألم أقل بالفعل ما فيه الكفاية؟ ألم أعدكم ألا أطيل عليكم أو آخذ ما لا أستحقه من وقتكم وصبركم وتسامحكم؟ ثم ماذا أقول وكل شيء تعرفونه عني؟ ومصيري أيضا لا أستطيع أن أحتال عليكم بحيلة روائية سخيفة لأزعم أنه اختلف عن المصير الذي تعرفون. لأختصر إذن. لأصل إلى النهاية التي سمعتم عنها جميعا. لأقل لكم - وأنا ما زلت أعتذر إليكم وأطلب عفوكم - إننا جميعا عدنا إلى الكهف. عدنا بعد أن اقتنعنا، كل على طريقته، أنه لم يعد لنا شيء في هذا العالم. دعوكم من الموكب الذي صاحبنا إلى هناك، من الصياح والمشاعل والزحام والأيدي الباكية التي طالما ضايقتنا بلمساتها ودعواتها وتبركاتها، من الرهبان وصلواتهم المملة التي كنت أضع أصابعي في أذني لكيلا أسمعها وهي تشيع جنازتي التي كنت أنا نفسي أسير فيها! سأريحكم من هذا كله فهو مكرر معاد. كل ما أريد أن أقوله هو أنني ضحكت على نفسي بعد أن خرجنا من القصر، ضحكت على الدموع، على البكاء الأخرس الموجوع، على الوهم الذي جعلني أتصور ما تصورت، على اللحظة الواحدة المخيفة السعيدة التي تخيلت أنها عبرت بي في ذلك اليوم الذي ذكرته لكم، على الثلاثمائة عام التي قالوا لنا - وشهد بذلك جسدي الذي كان ينهار من كل خطوة ويتساقط ويتعفن - إننا لبثناها في الكهف. ضحكت، أنا يمليخا، الراعي الذي لم تفارق الابتسامة شفتيه، والذي يعرف الناس أنه كان عبيطا وسعيدا بعبطه، والذي يعرف هو نفسه ذلك ولا ينكره.
ضحكت يا صاحبي، يا من تقرءون ذكرياتي المضحكة على لسان رجل مضحك لا أعرفه. وعندما سألوني كما سألوا ميشليا ومرنوش عما أريد قبل أن يواروني التراب، وخيب أملهم أنني لا أطالب بما طالب به القديسون والشهداء، قلت لهم والابتسامة تلمع برغم ظلام الكهف الذي يخنق أنفاس المشاعل: قولوا عني مات وعلى شفتيه ابتسامة!
الراهب
ذات يوم من سنين بعيدة، كثيرة لا يحصيها العدد، قديمة لا تدركها ذاكرة إنسان، كان هناك راهب شاب، لم تنبت شعرات لحيته بعد، يجلس وحيدا في غرفته في الدير المعروف بدير هيسترباخ. كان الكتاب المقدس مفتوحا أمامه منذ ساعات، وعيناه تتابعان الآيات المسطورة أمامه، ولكن عقله ذاهل عنها، وفكره مشغول بالعلل الأولى والأخيرة للأشياء، غارق في تأمل الحياة والموت والمصير. كانت هناك عبارة لم يمل من قراءتها، ولكنه لم يستطع أن يفهم معناها أو يصل إلى سرها: «لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيج من الليل».
عذبه التأمل والتفكير حتى ضاقت نفسه بمحنتها، وأحس بالحر يكاد يخنقه، وباللهب يمتد من دماغه وقلبه فيتغلغل في جسده حتى يكاد يحرقه. هنالك نهض من مجلسه، وهبط إلى حديقة الدير، فشعر بأنسام الربيع تنعش وجهه، وترفرف حول أذنيه. كان لا يزال سابحا في ذهوله، فلم تبصر عيناه الذاهلتان شيئا مما يجري حوله؛ لا الرهبان العجائز المنتشرون بين أحواض الزرع والزهور، ولا الشبان السائرون في ممرات الحديقة تتحرك شفاههم وهم يتلون من الكتاب المفتوح بين أيديهم، ولا السور الأجرد المبني من أحجار الجبل التي حال لونها ونمت عليها الأعشاب والأشواك، ولكن صوتا رقيقا، مثل أجراس ناقوس يدق وراء الأفق، بدا كأنه أعاده إلى نفسه. كان صوت غناء، شجيا، متقطعا، خجولا، كأنه صوت أجنحة طفل ملائكي يهبط من السحاب ويتجلى للآباء الصالحين والقديسين. وبحثت عيناه قليلا بين أوراق الشجر، وهدته أذناه إلى طائر صغير ينتفض على غصن شجرة الجميز العتيقة المغروسة إلى جانب السور، ويقفز من ورقة إلى ورقة كأنه يتعذب مثله بالتفكير في الأصل والمصير. كان الصوت، على الرغم من ارتعاشه وحزنه، رقيقا وساحرا كأنما ينبعث من ناي يلعب عليه أحد الرعاة. نسي الراهب الشاب عذابه، وغمرته فرحة سماوية أبعدت عنه همه وضيقه، فراح يتابع غناء الطائر العجيب، ويجري وراءه وهو يطير من شجرة إلى شجرة، ولا ينتهي من لحن إلا ليبدأ في لحن جديد. أخذ الراهب الشاب يتابعه بقلبه قبل عينيه، مسحورا بغنائه الذي يتدفق في صدره كأنه خرير نبع الحياة الأبدية، حتى حط الطائر أخيرا فوق شجرة صنوبر وراء السور. ولما كان باب الدير مفتوحا فقد سار الراهب الشاب في طريقه، وعبر الباب الخارجي بدون أن يشعر، وراح يتابع الطائر الجميل وهو يقفز من شجرة إلى شجرة، ويسكب خيوطه الذهبية الصافية فيجذبه معه. ولم يحس الراهب الشاب بنفسه وهو يجوس في الغابة، مذهولا عن الجمال الإلهي الذي أسدله الربيع على طيورها وأشجارها ونباتها ودروبها. ولم يشعر بنفسه وقد توغل في الغابة حتى وصل إلى واد عميق مخضر كأنه هاوية، تتكاثف فيه أعواد العليق، ويتلألأ فيه نبع صاف تحت أشعة الشمس الذهبية.
وفجأة أحس أن الشمس قد غابت، والطائر سكت، والغابة بدأت تسحب عليها غطاءها الداكن الظلال، والبرودة تسري إليه من جوف الوادي ومن النسمات الباردة التي بدأت تلفح وجهه. كان كل شيء فيه يرتعش رعشة لم يحس بها في حياته من قبل، وإن كان في نشوة انبهاره قد عزاها إلى وحشة الغابة، ورطوبة المساء، وجلال الغروب. وازدادت الرعشة حتى أصبح كيانه كله ينتفض، فاستدار يريد العودة من حيث أتى، ولكن أعواد العليق والتنوب والأرز شبكت في بردته، فراح يخلص نفسه منها في عناء. ولما أنقذ نفسه أخيرا من الأذرع الخضراء التي امتدت لتعانقه على الرغم منه، وسلك الطريق الذي بدا له أنه يوصله إلى الدير، كانت الشمس قد دخلت كهفها الأبدي منذ لحظات، حتى إنه لم يكن يكاد يرى أصابع كفه حين يبسطها أمامه ولا مواضع قدميه عندما وصل إلى الدير. كان باب الحديقة مغلقا، والسكون يخيم على الدير الذي بدا كأطلال مدينة قديمة مهجورة. ووجد الراهب الشاب أن عليه أن يدور حول السور دورة مضنية قبل أن يصل إلى البوابة الرئيسية. وحين وقف أخيرا أمامها، ولمست يداه قضبانها الحديدية العالية، منعه الخجل لحظات من أن يجذب حبل الجرس، ولكنه حين تغلب أخيرا على خجله أخذ يبحث عن الحبل فلم يجده في موضعه؛ هنالك لم يجد بدا من الطرق على الباب كما يفعل الغريب.
وفتحت البوابة، وأطل منها وجه لم يتبينه في أول الأمر وإن شعر أنه لا بد أن يكون وجه شيخ عجوز لن يرحمه من اللوم والتأنيب. وحاول الراهب الشاب ألا يعطيه فرصة للعتاب والتوبيخ، فأسرع يعتذر إليه عن تأخره الشديد في صوت لا تخطئ الأذن نغمته المتضعة الكسيرة. وأراد أن يمضي في طريقه الذي يعرفه جيدا لولا أن اعترضه الشيخ العجوز، وراح يتفرس في وجهه ويفحصه بعينيه الغائرتين كأنما يفحص وجه حيوان منقرض. ولاحظ الراهب الشاب أنه لم يكن هو نفس البواب الذي تركه وراءه، كما أن البواب الجديد لم يترك له فرصة يحاول فيها أن يتذكر وجهه؛ فقد دعاه في صوت حاسم وسريع للذهاب معه إلى رئيس الدير. وحين وصلا إلى حجرته لاحظ الراهب الشاب أنه لم ير هذا الرئيس العجوز أيضا من قبل. ساوره الشك فراح يقلب عينيه بين سقف الحجرة وجدرانها ولوحاتها التي يعرفها، كما يعرف منها أنه لا يمكن أن يكون قد دخل ديرا غريبا؛ إذ ليس في المنطقة كلها وعلى مسافة مئات الأميال دير سواه. وبينما هو يقلب رأسه في حيرة وقعت عينه على صورته منعكسة تحت ضوء الشموع الخافتة على ألواح الزجاج الذي يغطي صورة العذراء على الجدار المواجه له. واقترب منها قليلا ليتحقق مما أنكرته عيناه؛ كان الوجه الذي يطالعه من المرآة العكرة وجه شيخ عجوز ابيض شعر رأسه، وطالت لحيته حتى كادت تلمس صدره، حتى إنه لم يستطع أن يصدق كيف أنه لم يحس بها. وأحس بألم في ظهره، فمد ذراعه ليتحسسه، وعادت يده لتخبره أن ظهره قد تقوس كما يتقوس ظهر شيخ محطم عجوز. ترنح الراهب ولم تقو ساقاه على حمله، وأسرع الراهبان إليه فأسنداه على مقعد مريح، وساعدهما على حمله إخوة آخرون أخذوا يفدون من قاعات الدير واحدا بعد الآخر، والراهب يدير عينيه بينهم فلا يعرف أحدا ولا يعرفه أحد. وعندما سألوه عن اسمه فنطقت به الشفتان المرتعشتان، أرسلوا في طلب سجل الدير القديم وأخذوا يقلبون أوراقه. ولما وصلوا إلى آخر ورقة فيه دون أن يعثروا على اسمه أو اسم عائلته أرسل رئيس الدير يطلب سجلا بعد سجل قيدت فيها أسماء الرهبان على مدى ثلاثمائة عام. وعندما وجدوا اسمه بعد البحث المضني الذي اشترك فيه جميع الرهبان رأوا أمامه هذه الكلمات: «داخله الشك في شبابه، فغادر الدير سرا ولم يعد إلى اليوم.»
عندما سمع الراهب العجوز ذلك أحس بظل ثقيل يزحف على عينيه، ظل كلمات قرأها من قبل ولم يستطع أن يفهمها: «لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل.» عندها سقط الراهب العجوز، كما يقولون، مثلما تسقط الريح على شمعة واهنة.
1
অজানা পৃষ্ঠা