كانت الشمعة تخفق خفقاتها الأخيرة، فلا أكاد أتبين وجه صاحبي. وكان عم إبراهيم قد غاب عن نفسه قليلا، وطوقته فترة من الصمت انتبهت بعدها على صوته؛ يظهر أنه راح في سابع نومة، فهمس كأنه يفضي إلي بسر خطير: عمك توت نومه تقيل قوي!
فتشبثت بذراعه حتى لا أتعثر في حجر، وقلت: ربك قادر، يسلط عليه اللي يصحيه، ويصحي العالم ده كله.
قال وهو يقودني إلى خارج المقبرة: العالم الزلط؟!
فقلت: الفلاحين، والأفندية، والعسكر، والغلابة، وتبينت وجه العجوز المتهدم تطل منه عينان مفتوحتان لم تعرفا اليقظة أبدا.
وتنهد قائلا: هيه، الأمر أمره!
فقلت ضاحكا: يا أخي يعدلها سيدك.
وردد كالصدى: معاك حق، يعدلها من لا يغفل ولا ينام.
1951م
قيصر
أفسحوا الطريق لقيصر.
অজানা পৃষ্ঠা