3
وبجنب الرقش ولد الاقتضاب - أريد
stylisation - أو هو جاء معلقا بها: أوحى الله إلى رسوله بهذه الكلمة:
واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح (الكهف: 45). والتحقيق أن الحياة الدنيا عند الإسلام الصحيح «زينة»، وليس فيها سوى «متاع الغرور»، كما سترى. وهو متاع يضمحل وينحل بإزاء الذي بين يدي الله،
وما عند الله خير وأبقى (القصص: 60).
إن الاقتضاب يذكر بالإحساسات المباشرة في سرعة وخفة، وإنما ميدانه المقاصد الزائلة، يبرزها زينة متاع، كما يراها قوم حملوا على ترك التسويلات الحسية:
يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا (فاطر: 5).
إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا (يونس: 23). من ذلك لا تقيد التسويلات إلا بوساطة نقطة أو جسة أو طرح خط أو تزوير هيئة، فيجيء التعبير ومجراه كأنه سلك متصل من الحروف المقطعة، وفحواه كأنه عقد تنظمه معان مضمرة.
يتصفح الفنان أجزاء المادة حتى يتيسر له أن يلتقط منها ما كان نسجه أقل فسادا. وهكذا تعاني المادة ما تعانيه من اقتطاع وتضمير، فتبدو مبتورة مسحاء، فتنم على الشبهة التي تلابس ماهيتها في دنيا تفهة أيما تفه، ما الحياة فيها إلا
لعب ولهو (الأنعام: 32، ومواضع أخرى).
অজানা পৃষ্ঠা