69

علقت كارول: «وماذا لو أفشوا سرنا؟» «سنقول إن الأمر كله كذب في كذب.»

لم تفكر إيفا في هذا الحل حتى نطقت به، ولكن ما إن فعلت حتى شعرت برعونته مرة أخرى. كما أن سهولته وسخافته جعلتهما تنفجران في الضحك، وتصفع كلاهما الأخرى وتتبادلان رش المياه مستغرقتين في نوبات من الضحك، وما إن ترهق إحداهما من كثرة الضحك تنفجر الأخرى ضاحكة وتبدآن نوبة الضحك من جديد. لم تستطيعا السيطرة على نفسيهما، لم تستطيعا ذلك بحق. كانتا متواجهتين وكل منهما متشبثة بالأخرى كما لو كان الفراق سيؤلمهما أشد الإيلام.

الجلادون

هيلينا الحقيرة الوضيعة.

أبوها سكران كل ليلة.

ما كان هذا لأبكي بسببه؟ لا أعرف إن كنت قد بكيت حقا، فأنا لا أتذكر شيئا. كنت قد تعودت على منظر أرصفة الشوارع، وعلى شكل الأرض أسفل الأشجار، تلك الأشياء التي لا ملامح لها كنت أراها وأنا ناظرة إلى أسفل. ولا أقصد بذلك أي إساءة. ولقد تعجبت من طريقة بعض كبار السن في عدم التأثر بأي شيء؛ لا بحول عيني، ولا أخي الصغير الأحمق، ولا المنزل المتسخ الذي أعيش فيه بجوار السكك الحديدية. كنت أنا على النقيض تماما منهم، فكنت بالغة الحساسية كما قالت روبينا. كنت أتوقع اللوم في كل لحظة:

مع السلامة هيلينا.

مع السلامة هيلينا.

مع السلامة هيلينا.

مع السلامة هيلينا.

অজানা পৃষ্ঠা