وفي الحديث: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم: أن تفتح عليكم الدنيا كما فُتحت على الذين من قبلكم ...»، وفيه: «إن مما يُنبتُ الربيع ما يقتل حَبَطًا أو يُلِمّ» (١) .
وذلك كثير شهير في الكتاب والسنَّة، وسيأتي بعضه عند المصنف.
- ما فيه من التعرض لطول الحساب في الآخرة، وقد جاء: «إن حلالها حساب، وحرامها عذاب» (٢)، والعاقل يعلم أن طول الحساب نوع من العذاب، وأن سرعة الانصراف من الموقف إلى الجنة من أعظم المقاصد، وإن المال صادٌّ عن ذلك.
• متى يمدح المال؟
ونازع آخرون في ذلك؛ وقالوا عن الوجوه المذمومة السابقة: إنها حق، وهذا النظر الذي نظرتم إليه إلى المال والدنيا هو نظر مجرد من الحكمة التي وضعت لها الدنيا، من كونها متعرفًا للحق، ومستحقًا للشكر الواضع لها، بل إنما يعتبر فيها كونها كيسًا ومقتنصًا للذات، ومآلًا للشهوات، انتظامًا في سلك البهائم، وهذا ظاهر للعيان من هذه الجهة، وهو على هذا الحال، قشرٌ بلا لبٍّ، ولعب بلا جد، وباطل بلا حق؛ لأن صاحب هذا النظر لم ينل منه إلا مأكولًا، ومشروبًا، وملبوسًا، ومنكوحًا، ومركوبًا، من غير زائد، ثم يزول عن قريب، فلا يبقى منه شيء، فذلك كأضغاث أحلام، وهذا هو نظر الكفار (٣) أصالة، وأما المؤمنون فهم