لما أنكره على فأمر بإعادتي إليه وقال: هيه ما الذي تقول. فقلت: ما يرسمه سيدنا الوزير فقال قل: يستخلص. فقلت: يستخلص فقال خذه وانصرف فأخذت العلم ومضيت فأحرقته وأحضرت له ما خرج فيه من الذهب فأخذه.
ومن هذا الفن أيضًا من حسن الكناية قول أبي الطيب:
تدعى ما ادعيت من ألم الشو ... ق إليها والشوق حيث النحول
لأنه كنى عن كذبها فيما ادعته من شوقها بأحسن كناية وكذلك قوله:
لو أن فنا خسر صبحكم ... وبرزت وحدك عاقه الغزل١
لأنه أراد انهزم فكني عن هزيمته بعاقه الغزل. وتلك أحسن كناية في هذا الموضع.
وأضداد هذا من قبح العبارات قول أبي الطيب:
إني على شغفي بما في خمرها ... لأعف عما في سراويلاتها
وقول الآخر:
تعطين من رجليك ما ... تعطى الأكف من الرغاب٢
وقول الرضى يرثى والدته: