وكما أصابت المحنة الرجال المسلمين ، كذلك شاركت النساء بنصيب وافر في الدعوة إلى الاسلام والجهاد في سبيله، فهاجر بعضهن مع أزواجهن المهاجرين في المرة الاولى والثانية ، كرقية زوجة عثمان بن عفان ، وسهلة بنت سهيل زوجة أبي حذيفة بن عتبة ، وام سلمة بنت أبي امية زوجة أبي سلمة بن عبد الاسد (التي تزوجها رسول الله فيما بعد) ، وليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بن ربيعة (1) ، وهاجرت نساء اخريات في المرة الثانية مع أزواجهن وشاركن في الهجرة والجهاد والصبر على الاذى والتغريب والبعد عن الاهل والاوطان، كأسماء بنت عميس زوجة جعفر ابن أبي طالب ، وام حبيبة بنت أبي سفيان (التي تزوجها رسول الله فيما بعد) ، وبركة بنت يسار ، وام حرملة ، وريطة بنت الحارث ، وأم سلمة بنت أبي امية (التي تزوجها رسول الله (ص) فيما بعد)، وأمثالهن .
الملاحقة
استقر المسلمون في الحبشة ، وكان ملكها النجاشي على دين عيسى ، ملكا عادلا يحمي الجوار ، فاطمأن المسلمون بجواره واستقروا بأرض الحبشة ، فخافت قريش من امتداد الدعوة الاسلامية ، وانتشار وجودها ، وحصولها على حماية دولة مناصرة قوية ; لذلك أوفدت شخصين ممن تعتمدهم إلى النجاشي ملك الحبشة للتفاوض معه وإقناعه بالتخلي عن حماية المهاجرين وتسليمهم إلى قريش لتعذيبهم وإرغامهم على التخلي عن دينهم، فوقع اختيارهم
(47)
على بحيرى بن أبي ربيعة (2) وعمرو بن العاص ، فأرسلوهما إلى النجاشي ملك الحبشة وحملوهما الهدايا الثمينة له ولرجال السلطة وأعيان الدولة والبطارقة .
পৃষ্ঠা ৬২