وهكذا استقر الرأي على الهجرة وارتياد طريق الجهاد والثبات على المبدأ باسلوب آخر وبتوجيه الرسول القائد (ص) ، فهاجر بعد اتخاذ الرسول (ص) هذا القرار ، عشرة رجال وأربع نسوة بقيادة عثمان بن مظعون (1).
وبدأت الهجرة في رجب في السنة الثانية بعد إعلان الرسول لدعوته المباركة وهي السنة الخامسة من البعثة النبوية .
سار الجمع المهاجر إلى أرض الحبشة ، فوصلها وأقام فيها شعبان ورمضان ، ثم عادوا مرة اخرى إلى مكة المكرمة ، بعد أن اشيع أن قريشا قد صالحت المسلمين وتحسنت علاقاتها بهم فوصلوها في شهر شوال من السنة ذاتها (2).
(46)
ولم يستطيعوا الدخول إلى مكة لتوتر الموقف فيها وشدة الارهاب والقسوة التي أعلنتها قريش ضد المسلمين، إلا بجوار وحماية من بعض شخصيات مكة ورجالاتها .
استمر الرسول يواصل الدعوة والجهاد ومعه الفئة المؤمنة الصابرة لتغيير المجمتع المكي الجاهلي واجتثاث جذور الفساد والكفر والطغيان . واستمرت قريش وقادة الشرك والجاهلية على عنادها وتعذيبها للمسلمين واضطهادها ومحاربتها لهم . فأمر
الرسول (ص) أصحابه بالهجرة والعودة إلى الحبشة بقيادة جعفر بن أبي طالب مرة ثانية ، فاستجاب وواصل طريق الهجرة ، وتتابع المسلمون بعده بالهجرة إلى الحبشة حتى بلغ عددهم اثنين وثمانين رجلا .
পৃষ্ঠা ৬১