إن حادثة الاسراء والمعراج كانت لها أهداف ونتائج عقائدية كبرى تجلت في تمحيص الناس والكشف عن مدى اليقين والثبات على الايمان بنبوة محمد (ص) ، فقد ذكر المؤرخون أن الرسول عندما اسري به من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد
(40)
الاقصى في فلسطين ، اهتز بعض المسلمين واضطرب ضعاف الايمان ، فارتدوا عن الاسلام ، ولم يثبت إلا من رسخ الايمان في نفوسهم .
واستغلت قريش جهل الناس وعجزهم عن فهم المعجزة وعظمة الخالق وقدرته ، فراحوا يشككون في صدق محمد (ص) ، فطلبوا منه أن يثبت لهم ذلك بأدلة حسية ، فأخبرهم الرسول (ص) بأنه شاهد قافلة متوجهة إلى مكة يتقدمها جمل أورق ، وحدد لهم وقت وصولها ، فخرجوا ينتظرون قدوم القافلة ، فجاءت في الموعد الذي ذكر لهم ، يتقدمها الجمل الاورق ، وطلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدس ، ولم يكن قد رآه من قبل ، فوصفه لهم وصفا دقيقا ، فبهت الذي كفر .
ومما يجدر ذكره أن الاسراء قد حصل من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الاقصى في فلسطين ، وقد تحدثت عنه آية الاسراء في سورة الاسراء .
أما المعراج فقد حدث في ليلة الاسراء من المسجد الاقصى إلى السماوات العلى ، وقد تحدثت سورة النجم عن هذه المعجزة الكبرى :
পৃষ্ঠা ৫৩