والذي يتأمل آية الاسراء الكريمة ينكشف له أن الله قد أسرى بشخص الرسول الكريم (ص) وليس بروحه مجردة عن الجسد ، فالآية صريحة في دلالتها : أن الله أسرى بعبده ، وليس بروحه ، كما أنه أسراء ، وليس رؤيا صادقة كما يقول البعض .
ويذهب معظم المسلمين إلى القول بأن الله سبحانه أسرى برسوله الكريم بروحه وبدنه إلى السماوات العلى ليرى آيات ربه الكبرى ، المتجلية في تلك العوالم ، ولم يخالف هذا الرأي إلا قليل من المسلمين ، مثل بعض الفلاسفة والمعتزلة .
نقل لنا ابن إسحاق في هذا الشأن ما نصه :
«وحدثني بعض آل أبي بكر : أن عائشة زوج النبي (ص) كانت تقول : ما فقد جسد رسول الله (ص) ولكن الله أسرى بروحه ، قال ابن إسحاق وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الاخنس أن معاوية بن أبي سفيان كان إذا سئل عن مسرى رسول الله قال : كانت رؤيا من الله تعالى صادقة » (1).
أما أتباع مدرسة أهل البيت (ع) ، فيحدثنا عن معتقدهم في هذه المسألة أحد أكابر علمائهم السيد عبد الله شبر :
«والذي عليه الامامية انه كان ببدنه الشريف لا بالروح فقط ، وفي اليقظة لا في المنام ، وإلى السماء لا إلى المسجد الاقصى فقط ، والاخبار الواردة بذلك عن العترة الطاهرة متكاثرة متضافرة مذكورة في مظانها » (2).
كما يرجح كثير من الباحثين أن الاسراء كان قبل الهجرة النبوية في حين يرى البعض حدوثه بعد الهجرة ، ويرجح عبد الله شبر أن المعراج وقع قبل الهجرة :
« واعلم أن المشهور أن المعراج وقع قبل الهجرة » (3).
পৃষ্ঠা ৫২