«ندعوك إلى نصفة؛ هذا عمارة بن الوليد بن المغيرة أحسن قريش وجها، وأكملهم هيئة، فخذه وصيره ابنك، وصير إلينا محمدا نقتله . فقال : (ما أنصفتموني، أدفع إليكم ابني تقتلونه ، وتدفعون إلي ابنكم أغذوه ) » (1).
إنه لمنطق هزيل متخلف ، وطريقة ساذجة للتعامل مع الحدث الكبير ، يكشف عن تخلف قريش في التعامل مع الرسالة والانقلاب العقائدي والحضاري الشامل الذي دعا إليه محمد (ص)، وينبئ بسقوط هذه العقلية ، ويحكم بأن المرحلة التأريخية قد تجاوزتها ، وليس بوسعها أن توقف الثورة الفكرية والاجتماعية الالهية الكبرى .
الاسراء والمعراج
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ا لذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) . (الاسراء / 1)
حادثة الاسراء (2) والمعراج من الحوادث المعجزة التي اعطيت لنبي الرحمة ومنقذ البشرية محمد (ص) ، وقد اختلف المؤرخون في الزمن الذي وقعت فيه هذه المعجزة الكبرى ، كما اختلفوا في مكان الانطلاق .
وفي ذلك يتحدث ابن الاثير ويقول :
« اختلف الناس في وقت المعراج فقيل : كان قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بسنة واحدة ، واختلفوا في الموضع الذي اسري برسول الله (ص) منه ، فقيل : كان نائما بالمسجد في الحجر ، فاسري به منه ، وقيل : كان نائما في بيت ام هانئ بنت أبي طالب » (3).
(39)
وكما اختلف المؤرخون في زمان الاسراء ومكانه ، فقد اختلف العلماء وأصحاب الرأي في كيفية المعراج ، فذهب بعضهم إلى أنه معراج روحي ، وقال آخرون : إن رسول الله (ص) عرج إلى السماوات العلى بروحه وبدنه .
পৃষ্ঠা ৫১