ثم تحدث القسيس البروفسور عبدالاحد الذي أسلم فيما بعد فقال :
« عندئذ لابد من اعتبار هذه النبوءة على أنها صادقة لا إنكار فيها، وأنها مطابقة لشخصية (أحمد) وبعثته (بالاسلام)، ذلك لان كلمتي (حمدا) و(شالوم) أو (شلاما) تؤديان بدقة نفس الدلالة والاهمية لكلمتي (أحمد) و(الاسلام) » (1).
وفي موارد كثيرة من تصريحات المسيح (ع) نقرأ البشارة بمحمد (ص) وورود اسمه.
وهكذا كانت الدنيا تنتظر محمدا (ص) ، وكانت الكتب الالهية تبشر ببزوغ أنواره ، وعيون المستضعفين ترنو إلى مجيئه ، فحدثت المعجزة وبعث المنقذ الهادي وهو محمد (ص) .
الوحي والبعثة
الوحي في اللغة هو الكلام الخفي ، وهو الاشارة السريعة ، أو هو إلقاء ما يريد الموحي إلقاءه إلى الطرف الآخر ، من إعلام وأوامر وإرشادات ... الخ ، سواء عن طريق الاشارة ، أو الكتابة ، أو الرمز ، أو المحادثة .
وقد اتخذت كلمة (الوحي) معنى اصطلاحيا قرآنيا كغيرها من الكلمات العربية ، التي نقلت من استعمالها العام إلى استعمالها الشرعي الخاص ، فأصبح لفظ (الوحي) اسما لما يلقى للانبياء والرسل من كلام الله وقوله سبحانه .
قال الشيخ المفيد :
« أصل الوحي هو الكلام الخفي ، ثم قد يطلق على كل شيء قصد به إلى إفهام المخاطب على الستر له عن غيره ، والتخصيص له به دون من سواه ، وإذا أضيف إلى الله تعالى كان فيما يخص به الرسل (ع) خاصة دون من سواهم على عرف الاسلام ، وشريعة النبي » (2).
ولقد كان الوحي الالهي منذ بزوغ أنواره على سطح هذه الارض ، وإلى يومنا هذا ، وسيبقى كذلك يشكل لدى الجاهليين مشكلة فكرية واعتقادية صعبة الفهم ، عسيرة الاستيعاب .
পৃষ্ঠা ৩৪