فقد امه ، عندما كان يصحبها في سفر إلى المدينة المنورة لزيارة أخواله بني عدي بن النجار ليتعرف عليهم ، فقد مرضت وتوفيت في طريق العودة إلى مكة في قرية تدعى (الابواء) (1) بين مكة والمدينة ، فاحتضنته (ام أيمن ، بركة الحبشية) الخادمة التي صحبتهم في رحلة الوداع هذه ، وداع امه الحبيبة آمنة ، وسلمته إلى جده عبد المطلب ، ليفيض عليه العناية والرعاية والكفالة الحسنة ، ولم يفارقه حتى حال الموت بينهما ، والنبي لم يتجاوز الثامنة من عمره ، فكفله عمه أبو طالب الذي رافقه في صباه وشبابه ، وفي دعوته ومحنته وصراعه من أجل الحق ونشر دعوة الاسلام ، وتثبيت معالم الشريعة .
نما وترعرع محمد (ص) في بيت عمه أبي طالب ، حتى كبر وبلغ الخامسة والعشرين من عمره المبارك فتزوج خديجة .
وكانت فاطمة بنت أسد زوجة أبي طالب (ام الامام علي (ع) ) تفيض عليه من حبها وحنانها ما عوضه فقد امه آمنة .
وقد عبر عن ذلك يوم وفاتها بقوله (ص) :
« اليوم ماتت امي ، إنها كانت امي؛ إن كانت لتجيع صبيانها وتشبعني ، وتشعثهم وتدهنني ، وكانت امي » (2).
الزواج الخالد
ولد محمد (ص) في بيت من أرفع بيوت العرب شأنا ، وأعلاها مجدا ، وأكثرها عزة ومنعة ، فكبر (ص) وترعرع وشب ، وشبت معه آمال الحياة كلها .
পৃষ্ঠা ১৮