وكان الظفر حينئذ للإسلام حتى أدخلوهم حصنهم بالتمام، ثم انتقل الوالي من المكان الذي كان قدما فيه، ونزل بالمقدمي من صحار وما يحكيه المصنف ويرويه، فما أقام بها إلا مدة قليلة من الأيام وما زالت النصارى تضرب بمدافعها الأنام وتوجهها قصدا لجمع الأقوام، فاشتدت ذات يوم على المسلمين شدة ضربها لاستحقاقهم بالقصد لفئة الإسلام، والعلم بقربها، فجاءت ضربة من مدفع مرتفع بمكان عالي فحصدت النخيل والجموع وقصدت مجلس الوالي وكان جالسا بين أرباب دولته، وبجنبه أخوه في الله وهو راشد بن عباد، وشراة الإمام محيطة بهم ومعهم خلق كثير من أهل البلاد، فأصابت راشد بن عباد دون أولئك الصفوف، وكان ذلك لحصول القضاء وحلول الحتوف، فمات حينئذ ودفن في الحال، فعزم الوالي من ذلك المكان على الارتحال، ثم عزم الوالي على بناء حصن في صحار، وذلك لأجل الإقامة فيه والسكن والقرار، فأمر من فوه بتأسيس قواعده وبنيانه وتثبيت أوابده وأركانه، فاستتم بنيانه وأقام ونزل فيه والي الإمام حافظ بن يوسف.
ولم يزل الحرب مستقيما دائما آناء الليل وأطراف النهار، إلى أن استقل قاضي القضاة الرستاقي خميس بن سعيد، واستقامت عنده طائفة اليحمد وهم أولوا البأس الشديد، وذروة من انتخبه من ذوي الرأي السديد، وجعلوا يقطعون الدكادك والبيد، ويخترعون البر مع والصيد، حتى أتوا إلى قرية بوشر، فأرسل لهم المشركون بالصلح كفاية للشر، فأنعم عليهم الشيخ خميس بن سعيد بالرضا والصلاح، ورجعوا عنه ببلوغ القصد والنجاح .
পৃষ্ঠা ৩৩