حتى قد شق ذلك على المسلمين، فخرجوا من البلد غير مطمئنين وكان قد قتل من البغاة خلق كثير لا يحصون عددا، وذلك لصحة الآثار وما جاءنا من الحديث مسندا، حتى قيل أنهم عجزوا عن دفنهم في القبور، ما خلا السبعة والثمانية في قبر لمشقة الأمور، وأيد الله المسلمين بنصره، وثبت كلا منهم لإخلاصه وجميل صبره، فلله درهم على حلول الشدائد، وما شاهدوه من أليم الضر وعظيم المكائد، وقال في ذلك شعرا:
=""
إلى الله أقواما تواصوا إلى الصبر =وما شاهدوه في الجهاد من الضر
إذ شمروا للحرب يوما تخالهم =ليوث السرى لم يثنها قط من ذعر
لقد بذلوا أرواحهم لإلههم =ليجزيهم خير الجزاء مع الوتر
وقد قتلوا أعدائهم شر قتلة =بمقاط حرب ما يحل عن الحضر
كما قيل إن سبعة أنفس =لشدة ضيق الأمر تدفن في قبر
وقد جاهدوا في الله حق جهاده =فطوبى لهم حازوا الرضا مع الفخر
رأوا ما أعد الله خيرا من التقى =بدرا الفنى فاستشهدوا طلب الأجر
فبعض جزاء الله للعبد جنه =وحور وأنهار من الماء والخمر
ويكفيك قول الله في نص آية =من الخير للعبد المطيع مدى العمر
بما تشتهي نفس وتلتذ أعين =كما ظهرت من جملة الحوب والوزر
فلله أقواما تجافت جنوبهم =مضاجعهم في طاعة الخالق البر
حباهم وأعطاهم بما أملوا له =فأثنوا على الرحمن بالحمد والشكر
فطوبى لهم فازوا برضوان ربهم =وحسن جزا الباقي على مدى الدهر
عليهم من الرحمن واسع رحمة =كما طيبوا الأعمال في السر والجهر
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= -=-
الرد 13
الكاتب: عبد الله بن خلفان بن قيصر
التاريخ: 08-08-2004 04:17 : خبر افتتاح بلد بهلا
قال الرواي لهذا الخبر الشريف والحاوي لهذا الأثر العنيف:
পৃষ্ঠা ১৪