مات الموالي والمحب لأهل بيت أبي تراب ... قد كان كالجبل المنيع لهم فصار مع التراب
وقد تعزى هذه المرثية إلى ابن عمه علي الأطروش صهر الصاحب، وهو أبو الحسين عبدالله بن الحسين المعروف بالمسمعي لأنه كان أخا الأمير إبراهيم المسمعي من الرضاعة، وأبو عبدالله الحسين هو ابن علي الرئيس المكنى بأبي الحسين بن الحسن البصري المذكور أولا، وولدت بنت الصاحب لأبي الحسين ابنه عباد الذي يقول فيه الصاحب:
يارب لاتخلني من فعلك الحسنى ... يارب حطني في عباد الحسن] أو غير ذلك. تمت.
وحكى الطيلساني وكان يصحبه في أسفاره، وكان في جواره بآمل أنه سهر رحمه الله ببغداد سهرا كثيرا وهواء بغداد لايحتمل السهر فأثر فيه، فقلت: أيها السيد هو ذا تقتل نفسك. فقال: يا أبا القاسم لست أقتل نفسي ولكن أجعلها سيدا لأبي الفضل بن الداعي والحسين الناصر، فلما عاود طبرستان وولي نقابة آمل ونواحيها رأيت ابن الداعي والناصر قد ركبا إليه وحضرا لديه فذكرت عند ذلك حقيقة قوله وصدق ظنه.
باب في علمه
كان رضي الله عنه عارفا باللغة والنحو، متمكنا من التصرف في منثورها ومنظومها، وكان يعرف العروض والقوافي، ونقد الشعر، وكان فقيها بارعا، متقدما فيه مناظرا، وكان متقدما في علم الكلام وأصول الفقه حتى لايعلم أنه في أي العلوم الثلاثة كان أقدم وأرجح، ولم يبلغ النهاية في العلوم الثلاثة غيره، وإنما يقدم في علم أو علمين.
تأدب في عنفوان شبابه، وأخذ فقه أهل البيت من أبي العباس الحسني، وقرأ عليه الكلام على طريقة البغدادية، ثم تعرف ولقي الشيخ المرشد وقرأ عليه، ولقي جميع علماء عصره واقتبس منهم، وعلق زيادات الشرح بأصفهان عن قاضي القضاة بقراءة غيره.
حكى الشيخ أبو طالب ابن أبي شجاع، عن الشيخ أبي رشيد أنه قال: لم أر السيد أبا الحسين منقطعا قط مع طول مشاهدتي له في مجلس الصاحب، وكان لايغلب إن لم يغلب، وكانا يستويان إن لم يظهر له الرجحان.
পৃষ্ঠা ১১