صلى الله عليه وسلم
على رأس قومه - أو قبائله «المتحالفة» - ولعب أولئك الهلاليون دورا في ترسيخ أركان الدين الجديد، حتى إن النبي أسكنه وادي العباس.
وتبدت فيما بعد فروسية وشجاعة الهلالية في جبل «المنذر»، أبو العرب المناذرة، وكيف تعرف إلى الأمير «مهذب» وتزوج بابنته «هذبا»، حتى إذا مضت على زواجهما عشرة أعوام ولم يرزق منها بطفل، قرر الزواج بأخرى.
ثم رحل إلى بلاد «السرو وعبادة» - إلى الأردن وفلسطين - حيث تزوج بابنة الملك الصالح واسمها «عذبا». وبعد ذلك نرى السيرة تحدثنا أن «هذبا» التي خلفت له «جابرا»، كما وضعت «عذبا» جبيرا، ولم يمض على ولادة الطفلين زمن طويل حتى ترى الغيرة تدب بين الاثنتين ونرى كلا منهما تريد المنذر لها ولابنها، وينتهي الأمر بطلاق «عذبا» ورحيلها مع ابنها «جبير» إلى نجد. ومن نسل جابر وجبير انحدرت إلينا بطون بني هلال ونساؤهم الذين قاموا بالأدوار الهامة في مختلف فصول الحلقة الأولى من السيرة، فجابر ولد له «عامر، وتامر، وهشام، وحازم»، ومن نسل هؤلاء انحدر «رزق» والد أبي زيد، وسرحان والد السلطان حسن بن سرحان.
أما جبير فقد ولد له «رياح، وحنظل، والنعمان»، ومن ذرية رياح جاء دياب، فمن سلسلة النسب هذا يتبين لنا أن أبا زيد من نسل جابر، بينما دياب من ذرية جبير.
وعقب جيل جابر وجبير يرد خبر زواج «رزق» من «خضراء»، وكيف أنه رزق منها بفتاة تدعى «شيحا» وفتى يدعى «بركات»، وكان الولد أسود اللون؛ لذلك اتهمت خضراء في عرضها، وانتهى الأمر إلى رحيلها وابنها إلى بلاد الأمير الزحلان عدو بني هلال، فيكرم الأمير وفادتها ويعنى بها وبتربية ابنها ويوكل أمر تعليمه إلى كاهن أو معلم، فكان يعلم بركات - أو أبا زيد الهلالي - العلوم والحرف واللغات والحيل والمكائد التي اشتهر وتفوق بها:
ولساني عبراني اليهود بينفعك
ولسان سرياني تصير مشير
وكذا الطب والرياضيات والكيمياء، والصباغة والمعادن:
والطب أيضا دانيال أعلمك
অজানা পৃষ্ঠা