هما على مثل ذلك وإذا بالخادم قد جاء بالطعام فقدمه إلى الأمير وسأله عن لسان مولاته أن يخبرها بما كان فحكى له الواقعة وقال له بشرها بكل حير وسعادة فقد قضي الأمر وانتهى .
فرجع الرجل فرحانا وأخبر مولاته .
003 قال وفيا هي على مثل ذلك وإذا بأبيها وقد دخل عليها فقامت له ولأقته وقبلت يديه فقبلها وأجلسها إلى جانبه وأخبرها بما كان من أمر الأمير حمزة وأنه أنعم عليه بزواجها فلم تظهر شيئا مما في قلبها بل قالت له أنت أبي ومالك قيادي وأمري بيدك كيف شئت دبرتنى فلا حياة لي بغير رضاك ومساعدتك . وفي تلك الساعة جاء الوزير بختك إلى ذاك القصر وذخل على الملك فقام له وترحب به وسأله عن سبب مجيئه في مثل ذاك الوقت وإتيانه إلى قصر مهرد كار . قال إنك لا تجهل يا سيدي أمر مجيئي إليك في مثل هذا الوقت لأني رأيت منك في هذا اليوم ما أدهشني وجعلني لا أصدق أنك كسرى أنو شروان وأخخاف أن قد طرأ عليك أمر غير من شرفك وناموسك وطباعك قال لم ذلك وما الذي. أدهشك قال تنازلك .بزواج مهرد كار إلى هذا البدوي فقد أنزلت من قدرك وقدر بلادك وبني جدسك إلى أدنى درجة وأنت تعلم أن الأمير حمزة لو أراد الزواج بأقل بنت من بنات فارس لامتنعنا عليه فكم بالحري بنتك التي لا نظير لها في هذا الزمان فعملك هذا مما يغضب النار ويبعد عنك أولاد عمك وأقاربك ويحط من قدرك عند عموم رعاياك وبما أني واحد منهم ومسئول بحفظ ناموسك من السقوط أتيت لأرجوك الرجوع عن قولك . قال هذا لا يمكنني بعد لأني قلت ولا أرجع بقولي فإذا امتنعت يقال عني كاذب وناكث الجميل على أني أرى أن الأمير حمزة يستحق أن يكون زوجا لمهرد كار وحاكيا على بلاد الفرس ولابسا لتاجى . فقال له الوزير لا ريب أن الزمان غير من صفاتك يا سيدي فا كلامك هذا من باب الكمال ولا أعرف ما السبب الذي أوصلك إلى هذه الدرجة فماذا يقول عنك إذا رجعت بقولك غير أنك وعيت إلى نفسك وطلبت حفظ ناموسك لأن عموم رعاياك في هذه الليلة يتحدثون بشأنك ويتعجبون من أمرك وسماحك ببتتك شمس الدنيا وزينتها . قال قلت لك ولا أرجع بقولي إني لا أرغب في الكذب ولا أندم على شيء صدر مني قال إن كنت لا تريد أن ترجع عن قول وقع منك بإرادتك فالنار تدعوك إليه بالرغم عنك وإلا تكون مغتاظة منك لأنك زوجت بنتك برجل على غير عبادتها فتلتزم أن تترك عبادة النار وتعبد الله الذي يعبده زوجها وإذا كنت لا ترضى الرجوع عن قولك فاعهد إلي بتدبير هذا الأمر بإني أخلصك منه بطريقة أخرى وماذا يا ترى عدت ترتجى من الأمير حمزة فقد انقضى الأمر الذي كنا نطلبه منه وتم الحلم فبقاؤه نقمة للفرس وأنا أرسله إلى تبلكة تتخلص منها أنت من قومك ولا يعرف ذلك منك أحد وإلا إذا زوجت بنتك بحمزة تكون قد رفعت عن العرب نيرا ثقيلا واضعت الملك من يدك لأنهم الآن عارفون أن لا قدرة لهم على عنادنا وخرق حرمتنا فيطمعون ويظنون أن لولا وفك من 15
অজানা পৃষ্ঠা