ورفعه بما اعطى من القوة والبأس فصار فوق رأسه ثم مشى به وقصد أن يضعه أمام كسرى ليرى نفسه ولما. رأت تلك الجموع أفعال حمزة صفقت من الفرح وكذلك الملك وبزرجمهر فإنهم سروا مزيد السرور وعرفوا أن حمزة فارس كرار وبطل مغوار ليس له نظير في سائر الاقطار وأراد حمزة أن يضع مقبلا إلى الأرض وإذا به قد رفع يده وهو مرفوع إلى فوق رأسه وضربه بباطن كفه على وجهه لطمة غيبت الأمير حمزة عن صوابه وكاد يطير عقله من رأسه وم يعد يعرف من أمامه ولا من وراءه ولكثرة حنقه ضربه بالأرض أمام باب الأيوان بكل عزمه فانخلعت رقبته وخحرجت روحه فتكدر بختك الوزير من ذلك وقال للملك أن الأمير قد خرق حرمتك وحرمتنا ولم يراع جانب الأدب وقد قتل رجلا من كبراء الفرس كثير الأهل والعيال فما عمله هذا إلا من باب التعدي والحور . فقال له بز رجمهر إن حمزة 'ليس بمخطىء فإنه هو الذي تعدى عليه وطلب صراعه ولم يكن من قصد الأمير حمزة قتله إلا بعد أن لطمه بحضرة الملك على وجهه تلك اللطمة فلو نزلت على ركن لهدمته . فأجاب كسرى إني أعرف أن حمزة مصيبا فخرق حرمتي وقع من مقبل لا منه . ثم نظروا وإذا مهم رأوا الأمير مال إلى أخيه عمر وأخذ منه سلاحه فتقلد به وأمره أن يقدم له الجواد ليركبه فعرف أنه يكدر من عمل مقبل ونخاف من أن موته يغيظ الفرس فيقدموا على عناده فقال في الخال لوزيره بزرجمهر أسرع إلى الأمير حمزة وأدخخله الأيوان وأخبره أن مقبل قد نال ما استحقه وقد سامحناه بدمه فنزل إليه بررجمهر وتعطف بخاطره وأرجعه إلى صوابه وجاء به إلى أمام كسرى فأقبل إليه واعتذر عن فعله وقال له بواسطة بزرجمهر أعلم يا سيدي إني ما قصدت له شرا إلا بعد ان بدأ بالشر وكان بودي أن القيه بتمهل أمامكم مغلوبا فعاملني بالخيانة ففعلت به ما فعلت .
قال إني مسرور من عملك وعليه فاني أعهد إليك بكل أمواله وأملاكه واسلابه تأخذها لنفسك فاعتذر حمزة وقال يا سيدي إني لا أرغب بشيء إلا برضاكم علي . قال لابد من ذلك وسوف أزيدك من أموالي أضعاف: الأضعاف وإذ ذاك تقدم الأمير عمر وقال له قد مضت مدة يا سيدي ولم تسمح لي بشيء من المال حتى ضجر جماعتي العيارون . فأمر له بخمسة الافه دينار فقبضها وهو من الفرح على جانب عظيم جدا لا يصدق متى يجتمع بعياريه حتى يبذل المال عليهم وينثره على رؤ وسهم . ' قال وصرف حمزة كل ذاك اليوم عند كسرى وهو مسرور الخاطر قرير الناظر بقربه منه ويفرح به وش بوجهه وعند المساء خرج من الدذيوان ونزل إلى الأسفل وركب الاأصفران ورفع عينيه إلى فوق فوجد مهردكار كالعادة واقفة في طاقة قصرها فأشار إليها مودعا فأجابته على إشارته بإشارة وقعت على قلبه أرق من وقوع الماء في جوف الظمآن وبقي سائرا إلى أن دخل الخيام وبقيت هي واقفة ترقب خطواته وقلبها يتبعه من ورائه طائرأ يرف حواليه إلى أن غاب عن أعينها فشعرت من نفسها بانقباض وانفطار قلب كيف أنه غاب عن أعينها ام ٠
অজানা পৃষ্ঠা