وقبض أحمد بن طولون على جميع ماكان لسيما من مال وعدة وكرا وغير ذلك ، وكل شئ عظيم جليل خطير.
ودخل إلى طرسوس في جمع عظيم ، وعز منيع، فضاق السعر بهاء وضاقت با صحابه وسواده طرقاتها ، فاضطرب أهلها وتازوا بأصحابه فصاروا إليه ، وفيهم غلظتة أهل الثغر، ونسوا أنهم في وزجه عدو عظيم قد قاوموه فقالوا : عافاك الله قد ضاق باصحلبك بلدنا ، وتعذرت بك امعيشتنا ، ونقص سعرنا ، فايما آقتب في عدة يسيرة تحملها بلدنا ، وإلا رحلت عنا . وكان كلامهم له كالشغب ، فقاللهم برفق وتأن نرحل عنكم، حفظكم الله ، وركب من وقته .
واطلقوا آلسنتهم في آصحابه ، فقال لهم أحمد بن طولون : احذروا أن تنابذوهم فقالوا له : قد حملوا السلاح يريد وننا . فقال لهم : انهزموا عنهم ، واظهروا الخوف منهم، واخرجوا عن بلدهم ، فقد ضيقناه عليهم فشق على أصحابه ما أمرهم به من انهزامهم عنهم، وقالوا له : أيها الأمير تكسرنا عنهم ، وليس عدتهم كعدتنا، ولا حالهم كحالنا، ولاه وغيرهم ممن يقاومنا ، وخاطبه وجوه قواده بمثل هذا ، وقالوا له : علينا في هذا مكسرة، ووضع منا عندهم وعند غيرهم ، فقال: ويحكم كل ما يقولونه آنا آعلمه ، ولي فيه ما قد علمه الله جل اسمه ، وأنا أتجمل فيه واحملكم كل ميكروه ومشقة مما فكرتموه ، تقربا إلى الله عزوجل
অজানা পৃষ্ঠা