91

واعلموا أن الله تعالى قد وعدكم النصر إن تنصروه، وثبات الأقدام عن الزلل إن أطعتموه، ومضاعفة الجزاء فيما أنفقتموه، فقال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}(1) وقال تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم }(2) وقال تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}(3).

ألا وإني قد سلكت طريقة من مضى من الأئمة الراشدين في المضي على ذلك والصبر على تأدية المشاق منه، فاسلكو رحمكم الله طريقة الإتباع من سلفكم الذين آثروا نعيم الآخرة على لذة الدنيا الفانية.

واعلموا أن الله لم يستنصركم حيث استنصركم من ذلة، ولا استقرضكم الإنفاق في ذلك عن قلة، بل استنصركم وله جنود السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، واستقرضكم وله خزائن السموات والأرض وهو الغني الحميد، خذوا في جهاد الأعداء باسم الله مسمين، وعليه متوكلين تدركوا منازل الشهداء، وتعيشوا عيش السعداء، ظفر الله أيديكم من نواصي أعدائكم وأعدائه، وجعلكم مع خاصة أوليائه، ومتبعي سنن أنبيائه، وأخذ بأيديكم إلى الصواب، وطهر قلوبكم من دنس الارتياب، وجعلكم من خالصة أولي الألباب، المبشرين لطوبى لهم وحسن مئاب، وصلى الله على محمد وآله أولا وآخرا وسلم وكرم.

পৃষ্ঠা ৯২