ولما دعا عليه السلام كتب الفقيه رحمه الله الرسائل إلى الأقطار، وشهد باجتهاده وكمال الخصال فيه لمن بعدت داره في الأمصار، قال في رسالته الموسومة ب(الكاشفة عن لوازم الإمامة[20أ-أ] لطالب الأمن يوم القيامة) بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر طرفا من مناقب الإمام المنصور بالله عليه السلام، ثم قال بعد ذلك: فقد زادنا الله نعمة بعد هذه النعمة، ومنة بعد هذه المنة، بقيام مولانا السيد الإمام، خيرة العترة الكرام في زمانه، وتاجهم المكلل في أوانه، أمير المؤمنين الصادع بالحق المبين، المهدي لدين الله رب العالمين: أحمد بن الحسين المبرأ من كل شين، بعد إحرازه لخصال الإمامة، وانفراده على أهله بخلال الزعامة...إلى قوله: بعد أن لبى دعوته الأفاضل، وسادة العترة عليهم السلام، وأتباعهم من علماء الإسلام، وأطبق الكل على إمامته، وشهدوا بخلافته...إلى قوله: فشمروا في طاعة مهدي عصركم عن ساق، وسلوا بين يديه المصقولة الرقاق، واعلموا أن الجهاد بين يديه كالجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإياكم أن تظنوا أنكم على سداد، أو في منهج رشاد إن رفضتم طاعة أمير المؤمنين، المهدي لدين الله رب العالمين، وكيف ترجون أن تكونوا أتباع العترة إذا رفضتم قائمهم في زمانه، وسابقهم في أوانه، هيهات هيهات هذه ظنون كاذبات، وأماني باطلات، لا صحة لها ولا ثبات.
وقال رضي الله عنه في رسالته الموسومة (الباعثة لذوي الإيمان على الالتزام بطاعة إمام الزمان) قال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على محمد صلى الله عليه: أما بعد:
পৃষ্ঠা ৬২