هذا هو قول الحكماء، والاعتبار الصحيح، والمعول عليه ما ورد به القرآن الكريم في قصة يوسف عليه السلام، وغير ذلك مما روي به عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن الصحابة والتابعين، وقد ذكر المتكلمون في المنامات كلاما لا يتسع له هذا الموضع، والمنام جنس الكلام الخفي، ويلقى في روع بعض الأشخاص، وقد يكون من عند الله سبحانه، وقد يكون أضغاثا من جهة الشيطان، فأما الصورة التي ترى والشخوص فهي خيالات تخطر في قلب الرائي في النوم، وقد قال صالح فيه بمقالة هتكت ستره أن من رأى في المنام شيئا فهو حقيقة كذلك كمن يرى أنه في السماء وأنه مقطوع نصفين، أو غير ذلك، وهذه عثرة من عثرات السوفسطائية والحلولية ومن يجري مجراهم، وما أغنانا عن مقالتهم الفاسدة، ولم أذكر هذه المقدمة إلا أن كثيرا من المتعنتين، ربما يقول: إنا اعتمدنا في ثبوت إمامته عليه السلام على أضغاث الأحلام وليس كذلك، فإنا لم نعتبر في إمامته عليه السلام إلا بكامل الخصال وبلوغ درجة الاجتهاد، وكونه أفضل عصره والخصال قد ذكرناها، وأنها قد تكاملت فيه وهي ما أجمع عليه أئمة المسلمين والعلماء الراشدين، فإذا ثبت ذلك فلنذكر جملا كافية من المنامات الصادقة العجيبة.
رواية منام إسناده إلى السيد الشريف العالم الطاهر حميد بن يحيى من أولاد الإمام القاسم بن علي عليه السلام، قال: أخبرني والد الإمام المهدي لدين الله: الحسين بن أحمد رضي الله عنه أنه رأى نورا يخرج من فرج زوجته أم الإمام المهدي عليه السلام ساطعا يسحب في الأرض حتى غشيها أو غطاها أو كما روى.
قال: ثم انتشر إلى السماء.
رواية منام أخرى إسناده إلى عم الإمام المهدي عليه السلام سليمان بن أحمد رضي الله عنه، وكان من عيون الزهاد أنه رأى في المنام كأن قائلا يقول له: أحمد بن الحسين إمام حق وعلامة ذلك أن زرعا للأمير الحسن بن حمزة يصبح مغيرا في عصمان، فلما أصبح [12ب-أ]وإذا بالزرع مغيرا كما ذكر.
পৃষ্ঠা ৩৮