رواية أخرى إسنادها إلىالشريف القاسم بن حمزة بن يحيى الحمزي عن رجل من أهل صنعاء قال: وفيما أحسب أنه من الباطنية بل قد أعرب عن ذلك بنفسه، وذلك أنه سأله قبل قيام الإمام بسنتين هل يعرف جبل شاكر؟ قال الشريف المذكور: قلت: نعم، فذكر قصة في الجبل وقال: إنه يقدم منه قائم لا من بني الهادي ولا من بني حمزة، وذكرالإمام بصفته وعلامته، وذكر أنه على دمار الباطنية، ثم قال له: يا شريف لا تظن أني أفرح بذلك فأنا من الباطنية، وذلك من طريق الحسابات عندهم، وقد كان ذلك منه صلوات الله عليه فإنه بلغ في الباطنية ما لم يبلغه أحد من سلفه.
رواية أخرى إلى القاضي يحيى بن الغوري أن القمر إذا كسف بعد غد قام قائم جق بين الدولتين وينخلان كما ينخل الطحين، فكسف القمر قبل دعوته بليلة ثم كان الأمر كما ذكر.
رواية أخرى سندها إلى رجل من أهل صنعاء أنه اتفق برجل يقال له: ابن النويرة، قبل قيام المهدي عليه السلام بثلاث عشر سنة فقال له: يقوم قائم الحق في سنة ست وأربعين وستمائة، وينصره رجل كث اللحية من صفته ونعته يكون زوال الدولتين على يديه.
رواية أخرى عن الصنعاني وعن الفقيه ابن الرواحي أنهما اتفقا برجل في مكة حرسها الله تعالى من أهل الحساب من بلاد الغرب يضرب في الرمل فسألاه عن كثير من أمورهما فأجابهما بما يوافق سؤالهما قالا: ثم التفت إليهما، وقال: من أنتما؟ فقالا: من اليمن فيما أحسب فقال: ابشروا يا أهل اليمن برخص الأسعار، وقائم الحق في هذه السنة وهي سنة ست وأربعين وستمائة، قالا: فأرتحلنا عن مكة حرسها الله تعالى فلقينا الخبر في ناحية تهامة، وهذه الروايات من الكهنة كما تروى، وقد كانت الكهنة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخبرون بنبوته كما ذلك مذكور في المغازي، والتواريخ، ولعل عندهم بقية في ذلك. والله أعلم.
فأما الملاحم فالأمر في صدقها ظاهر إذا صحت أصولها؛ لأنها تستند إلى الوحي.
পৃষ্ঠা ৩৬