على أن كفر أهل صعدة قد كان بأعلام وطبول وعساكر وخيول، ونحن لا نخطئ الحضرة العالية في باب الشفاعة، وإنما يجب أن نفرق بين طريقة الشفاعة وطريقة المجادلة.
وأما الشيخ عبد الله بن أحمد بن أبي الزبيب وولده، وما تقدم لهما بين أيدينا فلسنا ننكر ذلك وإنما قال الله تعالى: { الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}، ونحن نذكر عليه أمرين:
أحدهما: خفي وهو أنه من جملة أهل الدربين في كيدنا وهذا لم نعلمه يقينا وقد حلف لنا عليه في كتبه ولم نؤاخذه بسببه.
والثاني: أنه تولى من القوم وهو الظاهر الجلي، والولاية متضمنة الموالاة وزيادة، فأما من دعاه إلى هذه الولاية فقد دلاه بغرور وأوقعه في محذور، وهو ممن قال الله تعالى: {يحملون أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم}.
وأما أنه أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فأي معروف ضايع أو منكر واقع كان أعظم مما ارتكبه من ولاة تلك الولاية أو رعاه تلك الرعاية: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} كيف ينهي عن المنكرات من ارتكبها أو يحد على المسكرات من شربها أو يهدي إلى المحجة من تنكبها، هذه أعاليل أضاليل وزخارف أباطيل، بحوز كل ذي فكر عليل لم يبصر بواضح السبيل، هذا وحسبة السيوف إنما هي في ظلم فلس أو قيراط أو إغاثة من وراط عند اختلاط، وأين هذا من سفك الدماء وإباحة الدهماء الذي ارتكبه من ولاه وأراه أنه أهداه وقد أغواه، وهب أنه كان مكرها على بعد الإكراه ههنا أليس قد أخذه عسكرنا من صف العدو وظاهره علينا، فإن كنت تطلب حقا بحجة فلا حجة لك علينا ههنا، وإن كنت شفيعا فشافعتك مقبولة، ومنفعتك مبذولة متى أتيتها من بابها، وتكلمت عليها بخطابها.
পৃষ্ঠা ৩৩২