212

(قصة الصلح بين مولانا الإمام المهدي عليه السلام وبين الملك المظفرلما وقع ما ذكرنا من لزم عميه وأولادهما) انقطع ما في يد أسد الدين وقد كان الأمير الكبير عبدالله بن الحسن بن حمزة نزل اليمن يستنصر بالمظفر على الإمام فاتفق نزوله بلزوم بدر الدين فخاب قدحه وانعكس رجاه وقد كان يظهر أنه يحمل الأرض ما لا تحمل، ثم وصل كتاب من السلطان يستدعي من يصل من الإمام إليه للصلح ويبذل من نفسه ما يجب للإمام فأمر مولانا عليه السلام الشيخ المكين زاهر بن عقبة من كبار الأعروش وكان حسن المخاطبة أديبا لينا ثم كاتبه الشيخ زاهر قبل وصوله فعاد جوابه بثبات ما يطلبه الإمام فيه فتقدم إليه زاهر، فلما بلغ أسد الدين العلم بلزم ابنه وعمه وإخوته وتثقيل القيود في أرجلهم ولزم عمته صاحبة التعكر أرسل [69أ-أ] إلى الإمام يستعطفه فلم يقربه الإمام مقربا في ذلك البتة وقال: (لايلدغ المؤمنين من جحر مرتين).

ولا وثيقة بفعل أعظم مما وثقت وفعلت وهنت ولدك وحلفت الأيمان المغلظة وأعطيتنا سيفك وعلمك، وأشهدت كبار الشرف والعرب ثم غدرت فما إلى ذلك سبيل، فبلغ ذلك عند أسد الدين مبلغا عظيما وسقط في يديه وخسر خسرانا مبينا فالحمد لله رب العالمين.

(قصة أخذ جبل الحرام)

ولما وقع الحرب بين الإمام عليه السلام وبين الأمراء بني حمزة وأمر بالحرب على جميع حصونهم وثب الأمير علم الدين أحمد بن القاسم بن جعفر من بني عم الإمام عليهم السلام أمير الجهات المغربية على جبل الحرام فحط عليه وهو حصن عظيم يرتكب الشرفين فلم يلبث أن استولى عليه، وكان الاستيلاء عليه في يوم السبت الخامس من شهر صفر سنة تسع وأربعين وستمائة فضربت البشارات بذلك واستر أمير المؤمنين بهذا الفتح المبارك.

পৃষ্ঠা ২২৩