ولم يزل عليه السلام في القراءة والاستمرار في قراءة الفروع وعلوم القرآن من سنة سبع وثلاثين إلى أول سنة ست وأربعين وستمائة، ثم قرأ كتاب الحاكم (التهذيب في تفسير القرآن) على الفقيه أحمد بن حنش، فلقد كنا نسمعه يطري عليه ويثني، ويظهر أنه يستحقر نفسه أن يقرأ مثله وما أراه ينكر ذلك، فلما ختم قراءته أقرأ هذا الكتاب جماعة من العلماء وكانوا يشاهدون منه ما لم يسمع من غيره في معرفة كتاب الله تعالى وما يشتمل عليه من الأحكام، ثم قرأ كتاب (الطوسي) ثم قرأ في كتب المتشابه ككتاب الطربيني، وكتاب قاضي القضاة، وقرأ تفاسير أهل البيت عليهم السلام وسيرهم، وقرأ في فقه الشافعية وكان يتعجب من حسن تصانيفهم في الفقه وفيما أحسب أنه قرأ كتاب الثعالبي أو شطرا منه قبل قيامه فأما بعد قيامه فذلك ظاهر، وقرأ على الفقيه الإمام العلامة حسام الدين حميد بن أحمد المحلي عدة كتب بعد قيامه في السير وغيرها، وقرأ في النحو واللغة.
পৃষ্ঠা ১৭