حتى يكون صاحبي للمنح ... يغني عني اليوم كل سرح
فخرج القدح على عبد الله، فاخذ عبد المطلب بيده، وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة، الوثنين اللذين تنحر عندهما قريش ذبائحها، ليذبحه، فقامت إليه قريش من أنديتها، فقالوا: ماذا تريد يا عبد المطلب؟ فقال:
أذبحه، وأنشأ يقول:
عاهدت ربي وأنا موف عهده ... أيام أحفر وبني وحده
والله لا أحمد شيئًا حمده ... كيف أعاديه وأنا عبده
إني أخاف أن أخرت وعده ... أن أضل إن تركت عهده
ما كنت أخشي أن يكون وحده ... مثل الذي لا قيت يومًا عنده
أوجع قلبي عند حفري رده ... والله ربي لا أعيش بعده
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: ذكروا أن العباس بن عبد المطلب اجتره من تحت رجل أبيه حتى خدش وجه عبد الله خدشًا، لم يزل في وجهه حتى مات.
قال ابن إسحق: فقالت قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدًا ونحن أحياء حتى نعذر فيه، لئن فعلت هذا لا يزال رجل يأتي بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على ذلك.
قال ابن إسحق: وقال المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم- وكان عبد الله ابن عبد المطلب ابن أخت القوم-: والله لا تذبحه أبدًا حتى نعذر فيه، فإن كان فداء، فديناه بأموالنا، وقال فيما يزعمون في ذلك شعرًا حين أجمع عبد المطلب في ذبح عبد الله بما أجمع:
واعجبي من قتل عبد المطلب ... وذبحه خرقًا كتمثال الذهب
يا شيب لا تعجل علينا بالعجب ... فما ابننا بشرط القوم النجب
1 / 34