فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق نزلوا إلى جبل فأرسل الله ﷿ من رأس الجبل صخرة تجر ما مرت به من حجر أو شجر، حتى دكتهم به دكة واحدة، إلا رياحًا وأهل خبائه، لأنه لم يفعل.
فقال عمر بن الخطاب ﵁: أن هذا للعجب، لم ترون هذا كان؟
فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت أعلم، فقال: أما إني قد علمت ذاك، كان الناس أهل الجاهلية لا يعرفون ربًا ولا بعثًا، ولا قيامة ولا جنة ولا نارًا، فكان الله ﷿ يستجيب لبعضهم على بعض، للمظلوم على الظالم، ليكف بذلك بعضهم عن بعض، فلما بعث الله ﷿ هذا الرسول، وعرفوا الله ﷿ والبعث والقيامة، والجنة والنار، وقال الله ﷿: «بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ «١»» فكانت المدد والاملاء.
_________
(١) سورة القمر: ٤٦.
1 / 31