সিনেমা ও দর্শন: একে অপরকে কী দেয়
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
জনগুলি
قد يتضافر مرض مميت من ناحية، مع إدراك، لا يكون دوما واعيا، لإخفاق محدق من ناحية أخرى، تحدث نتيجة له أزمات منتصف العمر - بعضها يثير الضحك، لكن الكثير منها لا يبعث على ذلك - والتي تسفر تحديدا عن رجال عاجزين بدرجة ما أو بأخرى عن احتمالها، غير قادرين على فهم الفائدة التي يجنيها الآخرون من قيادة سيارات رياضية باهظة الثمن. من ناحية، الإخفاق هو مصير البشر جميعا، و«الإخفاق» هو التعبير المناسب هنا. وقدرة الفيلم (قدرة كوروساوا) على استحضار ذلك هي ما يربطنا بواتانابي ويحرك مشاعرنا، على الأقل لدى من تأثر منا بالفيلم (البعض لم يتأثر بهذا الفيلم). وما يدفع هذا التوحد مع بطلنا عامل شعوري أكثر من كونه إدراكيا. على وجه التحديد، ربما يكون ما نشعر به تجاه واتانابي انعكاسا لميولنا النرجسية، حبنا لذاتنا، ونابعا منها.
في اللقاء الأخير مع تويو، يسألها واتانابي، مدركا أبعاد مرضه وموته الوشيك: «لم تنبضين بالحياة إلى هذا الحد المذهل؟ ... قبل أن أموت، أرغب في أن أحيا يوما واحدا كما تحيين. سوف أحيا على هذا النحو قبل موتي، لن أستطيع الاستسلام للموت حتى أحقق ذلك» (الدقيقة 26 و27 من الساعة الثانية). بالتأكيد يرى واتانابي قرب موته مشكلة، لكنها ليست - كما يتضح من الاقتباس - مشكلته الأساسية. غالبا ما ينظر إلى «أن تحيا» على أنه عمل دعائي لمبادئ الفلسفة الوجودية، يعالج قضية معنى الحياة وما تتضمنه من أسئلة على غرار: لماذا ينبغي على المرء أن يحيا، وكيف يحيا في عالم بلا معنى، ربما عالم عبثي؛ عالم قادر على إنتاج صور مروعة لا يمكن تصورها من الرعب والظلم والألم؛ عالم بلا سردية كبرى منطقية تفسره وتصالحنا عليه؟ من الصعب تخيل حال اليابان عام 1952 بعد الحرب العالمية الثانية وبعد سقوط قنبلتي هيروشيما وناجازاكي. (يعكس فيلم كوروساوا بدقة أزمة اليابان في فترة ما بعد الحرب، وهو على أقل تقدير يطرح نقدا اجتماعيا بقدر ما يروج لأفكار وجودية.)
يطرح السؤال حول معنى الحياة بصيغ متنوعة، من بينها الصيغتان التاليتان: «هل للحياة معنى؟» و«ما معنى الحياة؟» لكن هاتين الصيغتين على حد سواء لا تجسدان قلق واتانابي، وصيغة السؤال المناسبة لحالته توضح أن هذين السؤالين بطريقة طرحهما يغفلان جوهر المسألة أو الصيغة الأكثر شيوعا لها. إن واتانابي لا يتساءل عما إذا كان للحياة معنى، ناهيك عن التساؤل حول ماهية هذا المعنى. هذان السؤالان تحديدا بلا أهمية من منظور واتانابي، بل قد يراهما بلا معنى؛ فهو لا يشغله السؤال حول ما إذا كان للحياة في حد ذاتها معنى، بل يهمه كيفية إيجاد المعنى في «حياته هو». يختلف ذلك عن السؤال حول ما إذا كانت الحياة، بمفهومها المجرد، تحمل معنى، ويختلف كذلك اختلافا واضحا عن السؤال حول ما إذا كان لحياة المرء ذاته معنى. عندما نطرح السؤال على هذا النحو فإننا نسعى إلى إيجاد معيار موضوعي يحدد مغزى الحياة؛ أي دور في سردية كبرى، سردية دينية غالبا، تجعل حياتنا مهمة على نحو ما. مشكلة واتانابي لا تتعلق بإيجاد تلك القصة، بل بإيجاد طريقة للحياة «على نحو سليم» على حد تعبيره. مشكلته هي كيف يعيش الحياة على نحو هادف، لا اكتشاف معنى للحياة. مشكلته هي كيفية السعي لإيجاد وإرساء طرق للعيش على نحو هادف تتوافق مع فكرتنا عن أنفسنا وما نود أن نكون، بقدر استيعابنا لتلك المفاهيم.
القضية إذن هي كيف نعيش حياتنا على نحو هادف، وليس هل للحياة معنى أم لا. على سبيل المثال، عندما يفكر الطلاب في اختيار المهنة لا ينشغلون حينئذ - وهم محقون في ذلك - بمعنى الحياة في حد ذاتها بل بالطريقة المثلى لإيجاد معنى في حياتهم أنفسهم.
2
من المفترض، وهو افتراض صحيح في الأغلب، أن وظيفة المرء ستلعب دورا جوهريا، على المستوى البنيوي والمالي ومستويات أخرى متنوعة، في مساعيه لإيجاد أو خلق معنى. وكما سيخبرك معظم الطلاب ، اختيار المهنة ليس مسألة سهلة ولا تثير الضحك على الإطلاق. وظيفة واتانابي غير ذات نفع تماما في مسعاه لإيجاد معنى . لكن الفكرة التي تبعث على التأمل هنا هي فكرة ماركسية تتعلق بإحساس الأفراد بالاغتراب عن عملهم، أو فكرة تذكرنا بثورو في ادعائه الجريء والمتكرر بأن «جموع البشر يعيشون حياة يائسة هادئة. ما نطلق عليه استسلاما هو يأس مؤكد» (ثورو 2004 [1854]).
3
فضلا عن ذلك، ما يزيد المسألة تعقيدا هو أن مشكلة إيجاد معنى للحياة ليست من نوعية المشكلات التي يمكن حلها جذريا، رغم أننا قد نتظاهر بالعكس ونعرض أنفسنا للمخاطرة في خضم ذلك. إنها مهمة متكررة؛ فالحل الذي قد يعتبره المرء مرضيا في وقت ما من حياته قد لا يكون كذلك في وقت آخر. لماذا نفترض عكس ذلك؟ ربما يأتي على المرء وقت لا يبالي فيه بقدر ما حققه في حياته أو ما تحمله من معنى من منظور العمل أو العلاقات وما شاب، ويرغب في هجر عالمه وشد الرحال إلى الغابة كما فعل بوذا. وبعض الناس - لا لعيب فيهم ولا لتكاسلهم عن المحاولة - قد يواجهون قدرا لا يستهان به من الصعوبة في إيجاد معنى لحياتهم والحفاظ عليه مقارنة بالآخرين. (انظر المناقشة حول الحظ الأخلاقي في الفصل الثاني عشر.)
نزعم هنا أن فيلمنا يوضح أن السؤال الأهم حول معنى الحياة ليس «هل للحياة من معنى؟» بل «كيف يجد المرء معنى لحياته؟»
هل معنى الحياة ذاتي أم موضوعي أم غير ذلك؟
অজানা পৃষ্ঠা