সিনেমা ও দর্শন: একে অপরকে কী দেয়
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
জনগুলি
الفكرة هنا أن مشاعر الفزع والخوف والتقزز لدى الجمهور تسمح لهم بالانغماس في الإشباع غير المباشر للرغبات المكبوتة دون أن يضطروا إلى الاعتراف لأنفسهم بطبيعة ما يفعلونه (فلسان حالهم هو «بالطبع لا أستمتع مطلقا بهذا الفيلم، إنه بشع»). ولتحقيق هذا، نحتاج إلى طريقة للالتفاف على من يطلق عليه كارول «الرقيب الداخلي». وهو تعبير بسيط إلى حد ما، يشير إلى عمليات كثيرة ومختلفة تحدث داخل الدماغ بينما يرفض الرغبات والأمنيات المحتملة ويتنصل منها؛ عمليات لا يمكن لنا الاطلاع عليها في أغلب الأحيان. (عادة ما يطلق على هذه العملية «الكبت»، لكننا سنلتزم بالصيغة الأكثر وضوحا هنا.) إن عملية رفض الرغبات والأمنيات المحتملة والتنصل منها هي في الغالب عملية صحية؛ سبيل لحماية صورتنا الذاتية ورضائنا عن أنفسنا، وربما أيضا وسيلة لتأسيس هوية أخلاقية قوية.
12
لا تمثل الرغبات غير الواعية على وجه العموم رغباتنا الأعمق والأصدق (مع أنها رغبات حقيقية)، فهي ليست الرغبات الأعمق ل «لذاتنا الحقيقية». ورفض هذه الأمنيات والتنصل منها ليس (أو ليس دوما) طريقة نكذب بها على أنفسنا حول «ما نريده حقا». حسب إحدى رؤى التحليل النفسي لهويتنا كأفراد، نحن ورغباتنا اللاواعية لسنا الشيء ذاته، بل نحن ناتج معقد لعقلنا الواعي (بقيمه والتزاماته وقوة إرادته وبصيرته وتعاطفه مع الآخرين وذكائه ... إلخ) إلى جانب سبل غير واعية نعجز عن الاطلاع عليها للتعامل مع مصادر المتعة والرغبة والفعل.
يفرط كارول نسبيا في تبسيط التفسيرات التحليلية النفسية للسبل التي لا بد من خلالها استمالة «الرقيب الداخلي» كي نستطيع نحن الاستمتاع بمشهد الرعب. لا بد من توفر بضعة أشياء كي نتمكن من التغلب على ميلنا للرفض التلقائي لظهور الأمنيات المنبوذة لا شعوريا (دون أن نلاحظ حتى أن هذا هو ما نفعله). إن إشباع الرغبات المنبوذة لا بد أن يكون مستترا بطريقة ما. من المفيد أن يكون لدينا القدرة على القول لأنفسنا إن صور الرعب تزعجنا، وإننا لسنا مسئولين عنها، وإننا نجدها مثيرة للاشمئزاز وكريهة (وهو ما نفعله حتما)؛ فذلك يتيح لنا التمتع بالمشهد تحت ستار الاعتقاد بأننا لا نستمتع حقا بمشهد الرعب في حد ذاته على الإطلاق. (ولسان حالنا هو «أنا أستمتع بشعور الذعر القوي في تلك الأفلام لكنى لا أستمتع بالمشاهد البشعة» أو «أنا أستمتع بشعور الذعر القوي في الأفلام، لكن الأجزاء البشعة عادة ما تكون سخيفة وغريبة إلى حد مثير للضحك» ... إلخ.) من المفيد أن يكون لدينا القدرة على إخبار أنفسنا أننا نلهو فحسب، وأننا نشاهد الفيلم لا لهدف سوى تجربة مشاعر الذعر القوية أو لأن القصة تجتذبنا، وأن مشاهدة فيلم رعب بين الحين والآخر هو جزء طبيعي من حياتنا المعاصرة. إن الطريقة المثلى لفهم استراتيجيات تمويه إشباع الرغبات المكبوتة هي رؤية ما يحدث عند إبطال مفعولها. وسنزعم فيما يلي أن ذلك هو ما يحدث تحديدا في «ألعاب مسلية».
ثمة زعمان يكمنان في قلب التفسيرات التحليلية النفسية للمتع الناتجة عن مشاهدة الرعب: (1) وجود الرغبات المنحرفة (وهي ليست بالضرورة رغبات الفرد بكامل أجزائه، وبالتأكيد لا يرجح كونها كذلك) و(2) وجود آليات للرفض والتنصل لا نعي وجودها غالبا، لكن في وسعنا الالتفاف حولها رغم ذلك. تعرض أفلام الرعب إشباع الرغبات المنحرفة بطرق تلتف حول آليات الرفض والتنصل؛ ومن ثم تصبح - عبر تجسيد إشباع تلك الرغبات المنحرفة - مصدرا للمتعة لدى جمهورها. هذا الإشباع غير المباشر للرغبات المكبوتة هو مصدر المتعة، شريطة أن يتم ذلك وفقا للشروط الصحيحة. وفي نظر الكثير من الناس، وفي كثير من المناسبات، تفي أفلام الرعب بهذه الشروط؛ ومن ثم تهتم التفسيرات التحليلية النفسية للرعب بالرغبات المنحرفة بأشكالها المتنوعة، وتتناول بعين الفحص التلصصية والفتيشية والماسوشية والسادية؛ بهدف تصنيف العوامل التي تقدم لنا المتعة في الرعب الفني، رغما عن أنفسنا في أغلب الأحيان. وحقيقة أننا أحيانا نحمل ميولا سادية (كالانتقام مثلا) تحظى بإشباع مؤقت على الشاشة لا ينبغي أن تفاجئنا.
إلى أي مدى يبدو هذا المنهج واعدا؟ زعم النقاد أن النظرية التحليلية النفسية للسينما قائمة على افتراضات نفسية غير عملية وغير منطقية وبالغة الاختزال.
13
رغم ذلك، فإن الإطار الأساسي الذي وصفناه - ألا وهو وجود رغبات منحرفة وآليات رفض وتنصل غير معترف بها في الأغلب ولا يمكننا الاطلاع عليها - هو إطار تفسيري عام للغاية، ويتوافق مع قدر لا بأس به من علم النفس المعاصر (تتفرع من هذا الإطار العام نظريات أخرى ذات طبيعة تكهنية أكثر، وتعاني من مشكلة إيجاد أساس تجريبي معقول يدعمها). قد يكون الكثير من تفاصيل نظرية التحليل النفسي ذا طبيعة تكهنية للغاية ومن الصعب تبريرها على السياق التجريبي، لكن الأطروحات الأساسية التي قدمها منظرو التحليل من دارسي أفلام الرعب مقبولة مبدئيا. شيء ما في مشهد الرعب يمنح مشاهدة متعة؛ لا يرجع هذا كليا إلى تدفق عرضي للأدرينالين، بل يبدو بالفعل أن له صلة بمعنى الصورة وعلاقة المشاهد بها، وذلك المعنى نفسه المكون الرئيسي للرغبات المنحرفة.
يشجب بعض نقاد منهج التحليل النفسي اعتماده على فكرة «الوحش الذي داخلنا». وهو ما يعبر عنه تيودور (1997: 445) فيما يلي:
يكمن خلف التفسيرات التحليلية النفسية للرعب الفني اعتقاد بأن البشر «فاسدون في قلوبهم»، سواء بطبيعتهم أو نتيجة تنشئتهم، وبأن الرعب يتلاءم مع هذه السمة من الطبيعة البشرية. ويعمل هذا النوع الفني عمل القناة التي تطلق الوحشية الكامنة داخل مستخدميها. إذا كان النموذج التفسيري قائما على فكرة التطهير، فتعتبر هذه العملية حينئذ نافعة؛ أي بمثابة صمام أمان. وإذا كان قائما على الإفصاح والشرعنة، فينظر إلى النوع الفني في هذه الحالة على أنه يشجع المستهلكين في ممارسة سلوكهم المروع الخاص بهم. وفي كلتا الحالتين، تنبع جاذبية الرعب من مخاطبته للوحش المستتر داخل الإنسان المتحضر ظاهريا.
অজানা পৃষ্ঠা